المراثي الشعرية الجزلة المؤثرة في سيدي الأمير سلطان ابن عبد العزيز تغمده الله بواسع رحمته ومغفرته وجعل قبره روضة من رياض الجنة وجمعنا به في الدار الآخرة مع الأنبياء والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، تصدّرت المشهد الإعلامي بتنوعه المقروء، والمسموع، والقنوات الفضائية كافة، والشبكة العنكبوتية، وهذه المراثي لم ترتبط زمنياً بالمصاب الجلل فقط في رحيل سموه بل استمرت وتجددت كآهة قلب حارقة، ودمعة عين حرّى صادقة لا تجف، وهذا مؤشر ليس فقط على أن سموه - رحمه الله -الحاكم والأمير والإنسان بل إنه سلطان القلوب الذي أحبه الجميع ولا يغيب عن فطنة كل راصد دقيق أن الجميع رثوه بدماء قلوبهم قبل دموع أعينهم في توثيق كبير لم يسبق له مثيل في تاريخ الشعر، فعلى تلاحق عنصري الزمان والمكان في تاريخ الشعر بكل عصوره كان الشعر يرتبط بأحداث محتوى نص القصيدة إلا أن لفراق سموه ألماً توثقه كل الشواهد بما فيها الشعر الذي تحدث عنه كحاكم متفرّد قدّم لوطنه كل بصمة متفردة على كل الصعد وفي مختلف إنجازات مواقعه المشرفة المضيئة كالشمس التي لا يحتاج ضوئها لشهود، وكأمير كان مدرسة مجد نادرة في كل توجيهاته وحنكته وسياسته وبعد نظره المتناهي، وكإنسان لا أجد أدق وصفاً من (مؤسسة إنسانية خيرية مستقلة في شخصه رحمه الله) وهو الوصف المشهور الذي قاله عن سموه سيدي الأمير سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع أطال الله عمره وأدام عزه، يقول الشاعر: من يفعل الخير لا يعدم جوازيه لا يذهب العرف بين الله والناس أتضرع إلى الله جلت قدرته أن يجعل دعاء الناس وما قدمه لأمته الإسلامية والعربية وأبناء الوطن في ميزان حسناته رحمه الله.