عرف الإنسان منذ القدم أهمية وضرورة الدم للحياة، وأن الحاجة للتبرع بالدم كبيرة جداً في أغلب الأحوال وعاجلة جداً في أحوال كثيرة، وإذا عرفنا أن كل ثلاث ثوان هناك شخص يحتاج لنقل الدم في العالم، وأن كل واحد من كل عشرة مرضى يدخلون المستشفى في حاجة إلى نقل الدم، وأن الإنسان هو المصدر الوحيد له، فذلك يحتم علينا أن نجعل التبرع بالدم عادة مستمرة ومستحبة لإنقاذ حياة الآخرين، هذا بالإضافة إلى الفوائد الصحية المتعددة للمتبرع بالدم، حيث يساعد في تنشيط نخاع العظم لإنتاج خلايا جديدة، ويتم التأكد والاطمئنان على صحة المتبرع، فكما ذكرت أن الدم ومشتقاته لا يمكن تصنيعها على الإطلاق، لذلك تزداد الحاجة إلى توفير الدم من المتبرعين مع ازدياد الحالات التي تتطلب نقل الدم أو أحد مشتقاته للمرضى.. ويعمل المختصون في بنوك الدم على إجراء الفحوصات اللازمة والضرورية للتأكد من خلوه من أي ملوثات فيروسية أو جرثومية قد تساهم في إصابة المريض بالعدوى. ولعلنا والجميع يحتفل باليوم العالمي للتبرع بالدم الذي يأتي تحت عنوان (كل متبرع بدم بطل) أن نساعد ونساهم في توفير الدم لبنوك الدم التي يعمل فيها المختصون على مدار 24 ساعة لاستقبال المتبرعين والعمل على تخزين الدم بالطرق العلمية والاستفادة من مشتقاته بفصلها ووضعها في الأماكن المناسبة من حيث درجات الحرارة لحين ظهور نتائج الفحوصات التي تبين خلوه من الأمراض المنقولة. وبهذه المناسبة التي تتجدد فيها الدعوات للعمل على توفير الدم والاهتمام بهذا الأمر، ساهمت مستشفيات المملكة في مواكبة كل جديد ومتطور ابتداء من توفير الأجهزة المتقدمة والكواشف المتميزة، وعملت على تدريب المختصين لتهيئتهم للعمل في بنوك الدم لضمان سلامته، كما أسندت رئاسة الهيئة العربية لخدمات نقل الدم لدورتين متتاليتين لها، حيث عملت على تنظيم المؤتمرات والندوات ومتابعة المستجدات في مجال نقل الدم، وتم زيارة عدد من الدول العربية، كما أتاحت الفرصة لتدريب عدد من المختصين على التقنيات الحديثة، هذا بالإضافة إلى إصدار النشرات والدوريات التي تبين أهمية واستمرار التبرع بالدم، ولعل تقرير وزارة الصحة الأخير الذي أشار إلى عدد الحالات المكتشفة لمرض نقص المناعة المكتسبة، يبين خلوه من أي إصابة بسبب نقل الدم، وهذا يؤكد رقي بنوك الدم بالمملكة وتطبيقها أعلى درجات الجودة. إن كل شخص يتمتع بصحة جيدة يمكنه تعويض كمية الدم المسحوبة في فترة قصيرة، وبدون أن يشعر بأي تعب، ويتم فحص المتبرع قبل سحب الدم من طبيب متخصص، ومن الواجب الإشارة إلى أن المتبرع بالدم ليس بطلاً فقط، بل إنسان يحمل كل صفات الإنسانية وأكرم وأعلى درجات الكرم هو التبرع بالدم، لذلك أقول لكل متبرع بالدم «أنت كريم وبطل، وأذكرك أن دمك قد ينقذ أربعة أشخاص عند فصل مكوناته.. المصابون بالحوادث، وحالات النزيف قبل الولادة وبعدها، والأطفال غير مكتملي النمو، والمصابون بأمراض الدم من سرطان أو فقر دم منجلي ينتظرون تبرعك ولك الأجر والثواب من الله سبحانه وتعالى»، متعنا الله جميعاً بالصحة والعافية. عضو مجلس الشورى