إن الانفتاح العالمي على الآخر جعل العالم قرية صغيرة يتم التواصل معها بشكل سريع وفعَال، وهذا مما زاد في عمليات التنقل البري والبحري والجوي، فنشاهد دخول السلع التجارية بمختلف أنواعها وأشكالها، كما نشاهد السياح وهم يجوبون مختلف أقطار العالم وكأنهم في بلدانهم يتحركون بكل حرية، كما نشاهد المؤتمرات والمهرجانات والمعارض الاقتصادية والاجتماعية والثقافية تقام في كل مكان من العالم ويشارك فيها العديد من المتخصصين والمهتمين وكأنهم أسرة واحدة، مما زاد من عملية التواصل للاطلاع على ما عند الآخر وتبادل المنافع والمصالح. إن هذا التواصل بكل ما يحمل من إيجابيات وسلبيات يفرض على الدفاع المدني (الحماية المدنية) مواجهة ما سيفرزه ذلك الانفتاح من كثرة حوادث الحريق والإنقاذ والإسعاف، والذي سينعكس على دور وأداء رجال الدفاع المدني عند مواجهة مثل تلك الحوادث. وهنا يجب على الإدارة الناجحة أن تواجه هذا الانفتاح وإفرازاته بدراسة أسبابه وتحليل كل المخاطر المتوقع حدوثها، وكذلك تحديد أماكنها والأساليب الممكنة لمواجهتها، إلى جانب إعداد الخطط اللازمة لذلك وترتيب خطوات وإجراءات التنسيق مع الجهات الحكومية والأهلية، واختبار ذلك عمليا مع كل المشاركين في تنفيذ الخطة. ومن خلال تجربتي في مجال الحماية المدنية لأكثر من خمسة وثلاثين عاما فإني أتوقع أن تكون المخاطر المحتمل وقوعها من خلال الانفتاح العالمي هي: 1- الحرائق بمختلف أنواعها وأشكالها. 2- حوادث المواد الكيميائية (تسرب - اشتعال - أبخرة). 3- حوادث المواد المشعة (تسرب - أبخرة). 4- حوادث المواد البيولوجية (مثل مرض الجمرة الخبيثة). 5- حوادث الانتحار. 6- حوادث التأمين. 7- حوادث السير... وغيرها. وهنا يأتي دور المخطط الذي قام بدراسة تلك الحوادث وحللها وحدد مخاطرها فبدأ يخطط لمواجهتها قبل حدوثها وأثناء حدوثها وبعد حدوثها، وهذه مراحل هامة جداً تحتاج إلى سيناريوهات لكل مرحلة تعد بشكل جيد ومتكامل، ثم يتم اختبارها لتدعيم الإيجابيات وتعديل السلبيات مع مراجعة مستمرة لهذه الخطط وتحديثها مع توفير كامل التجهيزات والمعدات التي تحتاجها كل مرحلة مع التنسيق المبكر مع الجهات المشاركة لمعرفة مدى استعدادها وحصر ما لديها من إمكانات لتأسيس قاعدة بيانات يسهل الرجوع إليها عند الحاجة. - لواء متقاعد دكتور - متخصص في شؤون الأمن والسلامة