اشتمل العدد الجديد من مجلة (الجوية) التي تصدر عن مؤسسة عبدالرحمن السديري الخيرية على حوارات ومقالات وموضوعات ثقافية متعددة من أبرزها الرواية في السعودية، كما تضمن العدد مجموعة من القصاد والقصص القصيرة. ويقول محمد موانة في قصة قصيرة جداً: أحث الخطى.. ثمة ما يحفزني يغالب ترددي حتى إذا وصلت أول مفترق طرق تمالكت نفسي من هول ما أرى تمنعت عدت ادراجي أخذت أجمع اثر اقدامي أثراً أثراً حتى إذا وصلت من حيث بدأت وقفت عند موضع خطوتي الأولى احتضنها.. وبكيت.. ونشرت المجلة مجموعة قصص قصيرة جداً للقاصة شيمة الشمري تقول في إحدى القصص: انهيت رسم اللوحة وقفت أتأملها جبال سمراء.. غيوم بيضاء.. سماء خضرة واسعة.. طيور تمارس حرية التحليق هنا وهناك شخص ما يقف على قمة جبل ويشير إلى الجهة المقابلة حيث الوادي حملت لوحتي وعدت إلى المنزل ثبتها على حائط غرفتي في الصباح نظرت إلى لوحتي لا أحد على الجبل والطيور زادت واحدا..!! وتقول الشاعرة عبير يوسف في قصيدة (أعرف ما أنويه تماماً): سأبتسم لجراحي ربما تحتفظ طويلا بي وهي تتجه للضفة الأخرى سأحرر من ذاكرتي عصفورتي فلقد عانت طويلاً من الأسر لتلفظ أحلامها القادمة بما تبقى من حنين.. *** واشتمل العدد أيضاً على قصيدة مشاعر سليمان العتيق، يقول فيها: كم لفني وجد تدفق وانثنى في القلب أفراح وفي العينين من فرحي دموع وبخافقي وجد إذا أدخلت كفي في تجاويف الضلوع وقبضت ملء الكف من وجدي المضمخ بالتبتل والخشوع بعثرتها نوراً يضيء برحلتي دربي ويضيء لي كل انحناءات النجوع *** وتقول الشاعرة نجاة الزباير: افتح الباب واحضن على مهلك حروفي تهبط من عليائها تتوسد الفجر وتترك وراءها هذا الزمن المريب افتح الباب كي تستقبل حلمي استقبال الفاتحين فأنا وطن من حنين بعيني كفي أبصر وفي خطاي رقصة من نار تتمايل على أثرها مصابيح الأرض *** وتضمن العدد حواراً مع أميمة الخميس، قالت فيه: صناعة الكتاب صناعة ضخمة ومتشعبة بدايتها تكون من خلال المناخ المستحث الحاضن للتجربة وأسقف الحرية المرتفعة.. كل هذا لا بد أن يكون مدعوماً بحراك ثقافي نشط وخلاق وقادر على أن يشجر المكان بالفعل الابداعي.