الذي يحدث اليوم يستدعي التأمل.... إذ تتداخل ملامح الواقع عند بعضنا فتندغم بالعالم الافتراضي حتى يفترض إلغاء الواقع وتشكل مدن وجمهور تنمو على تخوم العالم الوهمي، وينفصل تماماً عن ما يمليه الواقع من أنظمة ولوائح، ويؤسس جمهوريته الافتراضية بقوانين جديدة تعيده أزمنة بعيدة إلى العصور التي يعيش فيها الإنسان منعزلاً منفرداً، لا علائق تربطه بالآخر ولا قوانين تحكم تحركاته وفق مصالح الآخرين والحدود التي لا تقتحم دائرتهم ولا تخرجه من دائرته! كثيرون يعيشون في العالم الافتراضي منفصلين عن الواقع اختاروا لهم عشاً قصياً وصاروا يطلون على العالم بتغريداتهم الباكية حيناً والمتوسلة والباسمة أحياناً أخر! من الغرابة بمكان أن عالمنا الواقعي أصبح يتضاءل تدريجياً، ونجد الناس هناك في العالم الوهمي قد جلسوا وتربعوا بل ومدوا رجليهم، وتفسحوا في المجالس، بل إذا افتقدت أحداً فما عليك إلا أن تدخل عالم تويتر لتجده هناك يغرد كيفما شاء له التغريد ووجدت جمهوراً من المستمعين يتقافزون مع كل تغريدة ويتراقصون تارة من الفرح وتارات كالطير يرقص من الألم.