كنا يوم الخميس 3-7-1433ه نقضي مع ضيوفنا من جازان ظهيرة حافلة بالأخوة والمودة والمناقشات الثقافية المتعددة في ضيافة مركز الملك فهد الثقافي بدعوة من مديره الأستاذ عبدالرحمن العليق، والمركز أحد المعالم الثقافية البارزة في مدينة الرياض، بدأت فكرته من الرئاسة العامة لرعاية الشباب حينما كان الأمير الراحل فيصل بن فهد رئيساً لها، وتم افتتاحه بعد وفاته بحوالي عامين، ثم أصبح المركز تابعاً لوزارة الثقافة والإعلام. كنا مع ضيوف المركز في برنامج حافل نظمه الأستاذ عبدالرحمن، بدأ بجلسة لطيفة التقى فيها بعض الأساتذة والمسؤولين ورجال الأعمال بضيوف من أبناء جازان يمثلون بعض الجهات الحكومية والجمعيات الخيرية، وهي جلسة ذات قيمة أدبية وثقافية لأن الذين شاركوا فيها أدباء ومثقفون وأصحاب خبرات طويلة في الحياة، ثم أخذنا الأستاذ عبدالرحمن العليق في جولة رأينا فيها أقسام المركز وقاعاته، وتجهيزاته الكبيرة، ففيه قاعات كبرى وصغرى للمحاضرات، والندوات, والاحتفالات الكبرى، والدورات التدريبية، تقبل عليها المؤسسات العامة والخاصة لما فيها من السعة والتجهيز الممتاز, ولذك تمتد مواعيد الحجز إلى سنتين قادمتين وأكثر، وقد شهدنا في إحدى القاعات الكبرى تدريبات يشارك فيها بعض الطلاب التابعين لإحدى المدارس الكبرى في الرياض، ثم انتقلنا إلى القبة الفلكية ورأينا من خلالها السماء بشمسها ونجومها وقت الظهيرة، ولكم أن تتخيلوا موقفنا مع من كان يرينا النجوم في الظهر وهو مبتسم الوجه لطيف المعشر حسن الخلق، مع أن المثل المعروف يدل على قسوة وشدة من يُري غيره النجوم في عز الظهيرة. القبة الفلكية جديدة الانشاء، ولربما كنا من أوائل من زارها واستمتع بما فيها من مناظر الكون العجيب في وقت لم يتجاوز الدقائق الخمس إلا بدقيقتين. ولمثل هذه القبة العجيبة أثر في النفوس السليمة، لأنه يدل الإنسان على حجمه الصغير في دائرة هذا الكون الكبير، ويؤكد له أن روحه وعقله هما اللذان يجعلان الكون صغيراً أمامه، فالإنسان العاقل الواعي هو الذي يشعر بعظمة الكون الذي يعيش فيه من جانب، ويحسن التفاعل معه، والتعامل مع ما أودع الله فيه من الكنوز من جانب آخر. والإنسان المؤمن بخالق هذا الكون العجيب هو الذي يعرف كيف يديره وفق ما شرع الله، ويرعى فيه حقوق ربه وحقوق نفسه وحقوق الناس أجمعين. كانت جولة جميلة في ضيافة مركز الملك فهد الثقافي ومديره الأستاذ عبدالرحمن العليق جزاه الله خيراً على احتفائه وحسن ضيافته.