افتتح في مدينة طرابلس اللبنانية أمس مشروع تجهيز العون الطبي للنازحين السوريين في لبنان الذي تنفذه هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية بالتعاون مع مستشفى طرابلس الحكومي. وقال سفير خادم الحرمين الشريفين لدى لبنان علي بن سعيد عواض عسيري خلال كلمة ألقاها نيابة عنه مدير مكتب هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية في لبنان والأردن عبد الكريم الخليل: «أحمل إليكم من المملكة العربية السعودية رسالة حب ووفاء مكتوبة بخفقات القلوب والمشاعر الأخوية والأفكار التي ترافقكم ليل نهار عنوانها إنكم أهلنا وإخواننا ومضمونها أن ما يصيبكم يصيبنا ويدمي قلوبنا وإننا بروح الأخوة نسارع إلى الوقوف إلى جانبكم والإسهام في رفع المصاعب عنكم توقيعها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - الإنسان الملك والملك الإنسان الذي لا يهدأ له بال قبل إيواء مشرد أو معالجة مريض أو إطعام جائع أو الاعتناء بالجريح والطفل، فكيف إذا كان المشرد والمريض أخا وقريبا تجمعنا وإياه روابط عميقة، فعندها يكون الألم أكبر والمسؤولية أعظم». وبيّن أن التبرعات التي قدمتها حكومة خادم الحرمين الشريفين والشعب السعودي لهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية التابعة لرابطة العالم الإسلامي التي تشرف على مساعدة النازحين السوريين وتتابع أوضاعهم منذ حوالي سنة هي تأكيد على تلاحم الشعب السعودي وقيادته وهي التي مكنتنا اليوم من الوقوف معكم في مدينة طرابلس العزيزة، وفي هذه المؤسسة الكريمة لنضع بتصرف أشقائنا ما تم تقديمه لهم. واستعرض العسيري المساعدات التي قدمتها هيئة الإغاثة الإسلامية لأشقائنا السوريين أو وفرتها للمستشفيات اللبنانية لوضعها بتصرفهم ومنها تقديم آلاف الحصص الغذائية للنازحين في أماكن تواجدهم في المناطق اللبنانية كافة والتواصل مباشرة مع العائلات النازحة لمعرفة احتياجاتهم وتأمينها. أما بالنسبة للعلاج الطبي والأدوية فقد سخرت الهيئة جميع إمكاناتها لمعالجة المرضى والجرحى بشكل مباشر، كما تعاونت مع العديد من المستشفيات فقدمت الدواء والمعدات الطبية وتكفلت بنفقات العديد من الحالات المرضية، مشيرا إلى أن المشروع الذي نفتتحه اليوم في مستشفى طرابلس الحكومي وهو عبارة عن جناح متكامل سعته أربعون سريرا قابل للزيادة يمثل عينة من الهيئة والذي نتمنى أن يكون له الأثر الايجابي والفعال في خدمة النازحين السوريين وأبناء مدينة طرابلس وما جاورها إضافة إلى إسهامها في تجهيز غرفة للعمليات الجراحية الكبرى لمستشفى الحنان، وقدمت معدات طبية وأدوية لعلاج حالات مرضية لمستشفى دار الشفاء ودار الزهراء الخيري. ووفرت هيئة الإغاثة الأدوية مجانا للنازحين من خلال الاتفاق مع أكثر من 23 صيدلية في كل المناطق اللبنانية بعد أن تتم معالجة المريض مجانا أيضا في المستشفيات والعيادات الطبية المتعاونة، كما وفرت عدة أماكن لإيواء كامل مع تأمين اللوازم المعيشية والكساء والدواء لعدد كبير من الأسر النازحة الأشد حاجة كما أسهمت في إسكان بعض الأسر في منازل استأجرتها على نفقتها مع تأمين الحصص الغذائية بشكل دائم.. بالإضافة إلى إقامة عدد من المنازل الجاهزة في منطقة عرسال وأسكنت عددا كبيرا من الأسر في بيوت مستأجرة ومحلات، وكذلك فعلت في إحدى مناطق جبل لبنان، حيث أسكنت عددا من الأسر. وبيّن السفير عسيري في كلمته أن المؤسسة العالمية للإعمار والتنمية التابعة لرابطة العالم الإسلامي أنجزت وحدة عناية مركزة كاملة في مستشفى طرابلس الحكومي، كما سيقوم فريق من مجموعة أطباء عبر القارات التابعة أيضا للرابطة بإجراء عمليات تجميل للمرضى المصابين بحروق وبتدريب فريق طبي لبناني على هذه العمليات للإسهام أيضا في مساعدة المصابين، كما سيتم تأمين مخزون للأدوية وشراء أجهزة تأهيل للمعاقين والمشاركة في عيادات طبية أولية لعلاج المرضى إضافة إلى تجهيز وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة في مستشفى حلبا الحكومي وتقديم ثلاث سيارات إسعاف لتسهيل نقل المصابين إلى المستشفيات. وأضاف انه فيما تستمر المؤسسة بتوزيع ثلاثين ألف حصة غذائية للنازحين السوريين سيتم خلال الأسابيع القليلة المقبلة إن شاء الله توقيع عقد مع إحدى الشركات لتنفيذ بيوت جاهزة في30 قرية بعد تحديد المواقع من قبل الهيئة العليا للإغاثة؛ حيث خصص له ميزانية تتجاوز 16 مليون ريال. ونوه سفير خادم الحرمين الشريفين لدى لبنان في نهاية كلمته بالجهود الكبيرة التي تقوم بها رابطة العالم الإسلامي برئاسة معالي أمينها العام الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، وكل من الأمين العام لهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية في المملكة الدكتور عدنان بن خليل باشا ومدير مكتب هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية في لبنان والأردن عبد الكريم خليل الموسى والمؤسسة العالمية للإعمار والتنمية ممثلة بالدكتور عبدالله المرزوقي ومجموعة أطباء عبر القارات، وهم: الدكتور سعد القرني والدكتور عبد الكريم قطان والدكتور أحمد شلبوط والدكتور صالح الباهلي. كما ألقى سماحة مفتي طرابلس والشمال الدكتور مالك الشعار كلمة ثمن فيها جهود المملكة في مجالات الإغاثة ومد يد العون للمسلمين كافة، مؤكدا أن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - تمد يد العون والمساعدة لكل محتاج في بقاع الأرض المختلفة دون منة ولا شرط. وأشار سماحته إلى أن إرادة الخير هي المنتصرة دائماً وأبداً وأن أهل الظلم والجور مهما طال بهم الزمن فهم الهالكون.وألقى ممثل وزير الصحة اللبناني الدكتور بهيج عريبد كلمة أشاد فيها بما قدمه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - للبنان من دعم سياسي واقتصادي واجتماعي حفاظا على أمنه وسلامته واستقراره، مشيرا إلى أن هذه المساعدة ستساهم في تعزيز قدرات مستشفى طرابلس الحكومي لتقديم المزيد من الخدمات ذات الجودة العالية وبكلفة معتدلة.ولفت مدير مستشفى طرابلس الحكومي الدكتور ناصر عدره الانتباه إلى أن هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية كانت السباقة في تقديم العون والمساعدة لإتمام تجهيز قسم استشفائي يضم 40 سريراً، مشيراً إلى أن مدينة طرابلس وأهلها تكن كل المحبة والتقدير للمملكة العربية السعودية وخادم الحرمين الشريفين حفظه الله. وعقب حفل الافتتاح قام مدير مكتب هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية في لبنان والأردن ومفتي طرابلس والشمال وممثل وزير الصحة اللبناني بزيارة عدد من الجرحى السوريين المنومين في المستشفى لتلقي العلاج.