بمناسبة مرور سبع سنوات على بيعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - و بالنيابة عن مئات مهندسي البترول السعوديين أود أن انتهز هذه المناسبة المباركة و أن أرفع آيات التبريكات لمقام رجل البترول الأول في هذه البلاد المباركة و قائد صناعة البترول السعودية جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله، متمنيا من الله العلي القدير أن يديم على بلادنا هذه البركات و النعم و الرقي و الازدهار في صناعة البترول خاصة و في جميع مجالات الحياة عامة، لكي تكون هذه الأرض الطيبة مصدراً عالمياً للطاقة على مدى العصور كما هي مصدراً عالمياً للإسلام و السلام و المحبة. بفضل من الله سبحانه و تعالى و دعم لا محدود و توجيهات و إرشادات و اهتمام خاص من قبل جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- كونه رئيساً لمجلس البترول الأعلى, و بجهود المخلصين من أهل هذه البلاد المباركة بقيادة معالي وزير البترول و المعادن المهندس علي بن إبراهيم النعيمي نجحت المملكة العربية السعودية في هذه الفترة الزمنية القصيرة في المحافظة على مكانتها البترولية المتقدمة و المتميزة كأكبر دولة تمتلك احتياطيات بترولية تقليدية في العالم، وأكبر دولة مصدِّرة للبترول في العالم، وأكبر دولة تمتلك طاقة إنتاجية فائضة في العالم، وزيادة احتياطياتها البترولية ورفع إنتاجها بمعدلات غير مسبوقة من الغاز الطبيعي الغير مصاحب الداعم للتطور الصناعي و الاقتصادي المضطرد للمملكة. كما لا ننسى الدور الإستراتيجي الذي لعبته المملكة العربية السعودية في هذه الفترة القصيرة في قيادة منظمة أوبك و تطبيق إستراتيجياتها البترولية المتزنة القائمة على تأمين مصادر الطاقة واستقرار الأسعار, مما جعلها دولة يُعتمد عليها -بعد الله- خاصة وقت الأزمات و نقص الإمدادات مما أدى إلى رفع أسعار البترول من معدلاتها المنخفضة جداً قبل سبع سنوات (50-60 دولار للبرميل) إلى معدلاتها الحالية المعتدلة (110-100 دولار للبرميل) و النهوض مجدداً بصناعة البترول العالمية بعد انتكاسة عام 2008م و ما صاحبها من انهيار و كساد اقتصادي عالمي. إن التطور الكمي و الكيفي الذي حدث في السبع سنوات الماضية لصناعة البترول السعودية كان نتيجة إيجابية لتوجيهات و إرشادات جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- مما جعل المملكة العربية السعودية تتبوأ مكانة إستراتيجية في صناعة البترول العالمية و جعل المملكة العربية السعودية واحدة من أهم عشرين دولة اقتصادية لها تأثير كبير على الاقتصاد العالمي ورفاهية الإنسان في جميع قارات العالم. إن اهتمام خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- بتطوير قطاع النفط خاصة و قطاع الطاقة عامة يتمثل في عدة إنجازات تاريخية غير مسبوقة، و من أهمها إنشاء العديد من الجامعات العلمية المتميزة الداعمة لصناعة البترول والطاقة السعودية مثل جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، و إنشاء مراكز بحثية عالية الجودة في جميع جامعات المملكة العربية السعودية، ورفع ميزانيات البحث العلمي الداعمة لهذه المراكز وهذه الجامعات، والاهتمام الكبير بمبدأ الطاقة و ترشيد استهلاك الطاقة من خلال إنشاء مدينة الملك عبدالله للطاقة المتجددة و الطاقة النووية و إنشاء مركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البترولية الذي يهتم بأبحاث شئون وإستراتيجيات الطاقة والبيئة وتطبيقات الطاقة بأشكالها المتعددة سواء الأحفورية مثل البترول والغاز الطبيعي أو المتجددة مثل الطاقة الشمسية والهوائية وغيرها. كما لا ننسى برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي الذي سوف يكون له دور إيجابي لتوفير المهندسين و الفنيين و الإداريين الداعمين لصناعة البترول السعودية بشكل مباشر أو غير مباشر. الحقيقة أنه خلال هذه الفترة الزمنية القصيرة استطاع خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- بحكمته أن يستحوذ على اهتمام واحترام جميع العاملين في قطاع البترول المحلية و الإقليمية و الدولية و ذلك من خلال تطبيق سياسات متزنة تعتمد على تأمين إمدادات البترول و استقرار أسعار البترول مما جعله شخصية عالمية محترمة و محبوبة بكل المقاييس. و أخيراً أدعو الله سبحانه و تعالى أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وأن يوفق العاملين على قطاع النفط لما فيه مصلحة هذه البلاد .