مالذي يدفع بفتاة تعيش ربيعها الرابع عشر لأن تلقي بنفسها وتموت؟! الحالات ليست كثيرة، لكن روحا إنسانية واحدة تستدعي السؤال؛ فالحياة غالية وصراع الإنسان من أجل البقاء حقيقة كونية وفطرة جعلها الله في البشر ليخلفوه في إعمار الأرض. الإسلا م لم يحرم قتل النفس فقط ولم يحدد عقوبة قاتل نفسه بأنه يهوي في جهنم فقط، بل نهى عن مجرد تمني الموت؛ فقد صح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه نهى عن تمني الموت: «لا يتمنينَّ أحدُكم الموتَ لضرٍّ نزل به، فإن كان لابد فاعلاً فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي». وخرج أحمد بسنده عن جابر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا تتمنوا الموت، فإن هول المطلع شديد، وإن من السعادة أن يطول عمر العبد ويرزقه الله الإنابة».». وأجاز بعض العلماء تمني الموت كمخرج من الفتنة في الدين، ومنه قول عمر رضي الله عنه: «اللهم انتشرت رعيتي، وكبرت سني، وضعف جسمي، فأقبضني إليك غير مفتون». لكنني اليو م مع دهشتي من تكرر أكثر من حالة لانتحار الفتيات فإنني أدعو لخطاب ديني يوقر الحياة ويكره في تمني الموت، إذ إنني للأسف أستمع لمثل هذا التمني يجري على ألسنة بعض النساء! وكثيرا ما أسمع أن خيرا للمرأة ألا تخرج من بيتها إلا على آلة حدباء محمولة وتنتشر على ألسنة البعض مقولة: لا تخرج البنت إلا لبيت زوجها أو القبر. واقتران توجيه المرأة بالحديث عن الموت ربما يكون قد شكل البذرة الأولى لظهور حالات انتحار الفتيات مع أسباب أخرى أرجو أن نهتم بطرحها والشفافية في مناقشتها لتكون درسا تتقيه الأسر حماية لأرواح مراهقاتها.