أوضح المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون البروفيسور توفيق بن أحمد خوجه بأن المتابع لواقع التعاون الخليجي في الخدمات الصحية بدول المجلس يلاحظ أنها تمر بأزهى عصورها من خلال الجهود التي يقوم بها مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون ومكتبه التنفيذي حيث استطاع منذ نشأته قبل 36 عاماً تحقيق العديد من الإنجازات والتطلعات وتنسيق الجهود لتوحيد السياسات الصحية في هذا القطاع الحيوي الهام، جاء ذلك بمناسبة استضافة المملكة للقمة التشاورية الخليجية التي ستعقد بمشيئة الله اليوم الاثنين في مدينة الرياض... وأضاف بأن هذا المجلس قد حرص على توفير الرعاية الصحية للمواطنين، والسعي إلى تقديم هذه الرعاية بمستوى أداء رفيع ينبع من المتابعة المستمرة لكل ما هو جديد وحديث في المجال الطبي، يتعلق بصحة الإنسان الذي هو عماد التنمية ومحور ارتكازها، حيث وجهت دول المجلس عنايتها للرعاية الصحية وأعطتها الأولوية في برامجها التنموية إيماناً بأن الاستثمار الصحي هو التوجه الصحيح نحو تنمية المجتمع وتطوره. كما أشار الدكتور خوجه أن من أهم برامج المكتب التنفيذي التي ساهمت في توحيد العمل الصحي الخليجي وتحقيق مفهوم الوحدة الخليجية في اتخاذ القرار هو برنامج الشراء الموحد والتسجيل المركزي للأدوية والذي يهدف إلى الحصول على دواء آمن وفعّال وجودة عالية وبأسعار مناسبة وتحقيق الوفر المادي مع ضمان جودة المواد التي يتم الترسية عليها وشراؤها، علاوة على تأهيل الشركات التي تتبع أسس الممارسة الجيدة في التصنيع، وتوحيد الدواء المستعمل من حيث النوعية والشركة الصانعة، وسرعة إنجاز عملية طرح وترسية المناقصات، وضمان التوريد المستمر للأدوية ولوازم تجهيز المستشفيات، وفتح المجال للقطاعات الصحية الأخرى لتأمين احتياجاتها عن طريق الشراء الموحد، وتشجيع سياسة الشراء من الشركات المتعددة الجنسية المسجلة للحصول على المزيد من الوفورات المالية، ودعم الصناعة الدوائية الخليجية لتحقيق الأمن الدوائي الخليجي. وبيّن أن الأهداف التي يسعى مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون ومكتبه التنفيذي لبلوغها هو تحقيق التنسيق والتكامل والترابط تناغماً وانسجاماً مع مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله والتي تم إطلاقها نحو الانتقال من مرحلة التعاون إلى الاتحاد حيث يتأتى ذلك في الاستفادة من المستشفيات المتخصصة ومراكز الأبحاث وكليات الطب بالدول الأعضاء، والانتفاع من الإمكانيات التقنية المتاحة في هذه المستشفيات والمراكز والكليات، وعمل دورات تدريبية للأطباء والفنيين على مستوى دول المجلس لتنمية مهاراتهم وصقل خبراتهم سعياً للارتقاء بالخدمات الصحية وتحقيق الجودة في أدائها، وإمكانية التكامل في المؤسسات الصحية المتخصصة بحيث توزع هذه المؤسسات فيما بين دول المجلس. ونوّه الدكتور خوجه بالجهود والإسهامات الصحية التي يقوم بها مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون في تنمية التعاون والتنسيق بين الدول الأعضاء في المجالات الصحية الوقائية والعلاجية والتأهيلية، ونشر الوعي الصحي بين مواطني المنطقة مع مراعاة الظروف البيئية والأعراف والتقاليد الاجتماعية والتعاليم الإسلامية، وتحديد مفاهيم القضايا الصحية والعلمية المختلفة والعمل على توحيدها بدول المجلس في العديد من البرامج الصحية، وتقييم ما هو سائد من نظم واستراتيجيات في مجال الخدمات الصحية مع تدعيم التجارب الناجحة بدول المجلس والاستفادة منها في باقي الدول الأعضاء، وفتح قنوات الالتقاء مع التجارب العالمية والتنسيق مع المنظمات الإقليمية والدولية العاملة في المجال الصحي.