أوضح المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور توفيق بن أحمد خوجة أن التعاون الخليجي في الخدمات الصحية بدول المجلس يمر بأزهى عصوره من خلال الجهود التي يقوم بها مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون ومكتبه التنفيذي حيث استطاع منذ نشأته قبل 36 عاماً تحقيق العديد من الإنجازات والتطلعات وتنسيق الجهود لتوحيد السياسات الصحية في هذا القطاع الحيوي المهم. وقال بمناسبة استضافة المملكة اللقاء التشاوري السنوي الرابع عشر لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية اليوم (الاثنين) في الرياض: "إن المجلس حرص على توفير الرعاية الصحية للمواطنين، بمستوى رفيع ينبع من المتابعة المستمرة لكل ما هو جديد وحديث في المجال الطبي، يتعلق بصحة الإنسان الذي هو عماد التنمية ومحور ارتكازها، حيث وجهت دول المجلس عنايتها للرعاية الصحية وأعطتها الأولوية في برامجها التنموية إيماناً بأن الاستثمار الصحي هو التوجه الصحيح نحو تنمية المجتمع وتطوره. وبين أن من أهم برامج المكتب التنفيذي التي أسهمت في توحيد العمل الصحي الخليجي وتحقيق مفهوم الوحدة الخليجية في اتخاذ القرار هو برنامج الشراء الموحد والتسجيل المركزي للأدوية الذي يهدف إلى الحصول على دواء آمن وفعّال وجودة عالية وبأسعار مناسبة وتحقيق الوفر المادي مع ضمان جودة المواد التي يتم الترسية عليها وشراؤها، علاوة على تأهيل الشركات التي تتبع أسس الممارسة الجيدة في التصنيع، وتوحيد الدواء المستعمل من حيث النوعية والشركة الصانعة، وسرعة إنجاز عملية طرح وترسية المناقصات، وضمان التوريد المستمر للأدوية ولوازم تجهيز المستشفيات، وفتح المجال للقطاعات الصحية الأخرى لتأمين احتياجاتها عن طريق الشراء الموحد، وتشجيع سياسة الشراء من الشركات المسجلة للحصول على المزيد من الوفورات المالية، ودعم الصناعة الدوائية الخليجية لتحقيق الأمن الدوائي الخليجي. وأفاد الدكتور توفيق خوجة أن الأهداف التي يسعى مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون ومكتبه التنفيذي لبلوغها هو تحقيق التنسيق والتكامل والترابط تناغماً وانسجاماً مع مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - التي تم إطلاقها نحو الانتقال من مرحلة التعاون إلى الاتحاد حيث يتأتى ذلك في الاستفادة من المستشفيات المتخصصة ومراكز الأبحاث وكليات الطب بالدول الأعضاء، والانتفاع من الإمكانيات التقنية المتاحة في هذه المستشفيات والمراكز والكليات، وعمل دورات تدريبية للأطباء والفنيين على مستوى دول المجلس لتنمية مهاراتهم وصقل خبراتهم سعياً للارتقاء بالخدمات الصحية وتحقيق الجودة في أدائها، وإمكانية التكامل في المؤسسات الصحية المتخصصة بحيث توزع هذه المؤسسات فيما بين دول المجلس. ونوّه المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بالجهود والإسهامات الصحية التي يقوم بها مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون في تنمية التعاون والتنسيق بين الدول الأعضاء في المجالات الصحية الوقائية والعلاجية والتأهيلية، ونشر الوعي الصحي بين مواطني المنطقة مع مراعاة الظروف البيئية والأعراف والتقاليد الاجتماعية والتعاليم الإسلامية، وتحديد مفاهيم القضايا الصحية والعلمية المختلفة والعمل على توحيدها بدول المجلس في العديد من البرامج الصحية، وتقييم ما هو سائد من نظم واستراتيجيات في مجال الخدمات الصحية مع تدعيم التجارب الناجحة بدول المجلس والاستفادة منها في باقي الدول الأعضاء، وفتح قنوات الالتقاء مع التجارب العالمية والتنسيق مع المنظمات الإقليمية والدولية العاملة في المجال الصحي. وأكد أنه نتيجة لكل هذه الإنجازات والإسهامات حقق المجلس العديد من الجوائز العالمية المعتبرة منها جائزة قوس أوروبا الدولية للجودة من الفئة الذهبية لعام 2010م، وجائزة النجمة الدولية للقيادة والتميز في الجودة من الفئة البلاتينية لعام 2011م، وجائزة القارات الخمس العظمى للجودة والامتياز لعام 2011م، والجائزة الأوروبية لأبحاث الجودة لأفضل الممارسات لعام 2011م، وجائزة الجودة والإدارة الصحية المستدامة على مستوى الدول العربية لعام 2012م. وقال الدكتور خوجة" إن هذه الجوائز جاءت تتويجاً عالمياً للجهود الكبيرة والمعتبرة والأنشطة المتميزة والبرامج الرائدة التي يقوم بها مجلس وزراء الصحة بدول مجلس التعاون ومكتبه التنفيذي ونفذت بصورة مشرقة ومشرفة وذات جودة عالية ولله الحمد، وحافزاً لمزيد من العطاء والاستمرار على جودة الأداء وبذل المزيد من الجهد والعمل الجاد"، مشيراً إلى أن هذا لم يتأتَ إلا بالتعاون البناء بين دول مجلس التعاون والعمل بروح الفريق الواحد.