يتوهمون... يظنون... إنك إنما لهم تكتبين... وأنك أسلمت قلبك لخيالاتهم المسكونة بك وأنك لا تأكلين... لا تشربين ولا ترقدين...!! إلا على صورهم المصلوبة فوق جدران التوهمِ والظنون *** هم لا يعقلون أنك حين تغردين وترددين... كلام العشق وأحوال العاشقين وحين تقرأين قصائد الشعر وحين تدندنين بأنهم ليسوا المعنيين وأنهم في خيالاتهم يسبحون يغرقون... يغفون ويستيقظون على هاجس... إنك بهم مغرمة وأنك لهم تبسمين وأن الليل رفيقك الذي به تأنسين *** يا لهم من جاهلين هم لا يعلمون لمن تكتبين... ولمن قلبك يستكين...؟ ومن هواك الذي تستنشقين...؟ ومن حبيبك الذي تنشدين...؟ ومن مساءاتك... وصباحاتك وأيامك التي تمضي نحو شواطئ السنين...؟ *** لا يعلمون... أن الذي بيني وبينك قدر من آلاف السنين وأنني أنا الأثير لديك وأنني أنا الشك... وأنا اليقين وإنني عينك التي بها تبصرين *** وحين تقفين أمام مرآتك... تسرحين جدائلك السود وفساتينك التي تتخيرين وبأي ثوب سوف تظهرين وأي عطر به ستتعطرين وأن جميع ما تتزينين... وحتى عندما ترقصين وتضحكين وكل ما تفعلين...! يكاد جسدك ينبض بأشواق الحنين وتوشك أنفاسك تشعل دوائر النار كمواقد الفحم في الشتاء أو كاشتعال النار في الهشيم وحتى حين يصهل في نداءك الصمت الغافي بأني لك... وأني كل ما تملكين وما تشتهين وتحلمين بأنك... أنت لي أنت لي...!! *** “البستاني” محمد الخضري