عبثا حاولت أن تكتم غيظها فيما كان يتنقل بين القنوات الغنائية برشاقة لا تتناسب وعدم لياقته مؤخرا , عيناه كانتا تمسحان كل وجوه الحسناوات حتى المذيعات منهن ومن المعروف أن الأخبار كانت آخر همه . أخذت نفسا عميقا و زفرته بشدة لتوقظه من شروده المركز ..التفت يسألها ببرود سافر - هل تغارين ؟ ...ألا تعرفين انك بنظري المرأة الوحيدة في العالم حسناء أخرى تتمايل برشاقة جحظت عيناه قبل ان يصطنع ابتسامة بلهاء أخرى متابعا حواره - أنت القمر فى سمائى......و الباقون بالكاد نجوم صغيرة لا تضيء.مرآتي أنت..لماذا لا تفهمين ؟ صمتت لحظة قبل أن تجيب.. - مرآتك ؟ ..مرآتك تقول أن عينيك تعكسان عشرات الوجوه التي بالكاد أرى معها وجهي قال مراوغا كثعلب – ثقى أن وجهك بقلبى قالت – أنا لا أرى قلبك ولكنى أرى عينيك ..والعين نافذة القلب كما يقولون ضحك يملأ قلبه الغرور وأدرك حينها أن لا فائدة من متابعة الحوار...و على مضض أدار المحطة إلى أخرى حيث كان الشاعر (الفلانى ) يبعثر كلماته برومانسية رقيقة قالت – كم هى جميلة قصائده قال – بل كم هو تافه ومعانيه لا تتعدى حدود أنفه , هذا إذا سلمَنا أنه شاعر. قالت – ولكنى أرى فيها قمة الإحساس والرومانسية قال – رومانسية؟ بالله عليك أنظرى اليه ولنعومة وجهه, هل هذا وجه رجل ؟ ابتسمت بدهاء فهذه فرصتها للنيل من غروره ثم تابعت - بصراحه أنت تظلمه . رمقها بنظرة حادة وأدار المحطة إلى غيرها ! - قالت - ولكنى أتابعه ..ألا تحترم وجودى؟ - قال غير آبه برغبتها – أنا لا أحب الشعر .. وبصراحة لا أحبه شخصيا - قالت مغاضبة – ولكن أنا معجبة به هنا كأنها أشعلت فتيل قنبلة موقوتة فقال - ماذا ؟ معجبة به ؟..هل نسيت إني زوجك وشرعا إعجابك لا يكون إلا بي أنا ولا أحد غيرى ؟ قالت – غيرك ؟ وهل أنا حمقاء حتى أقوم بمثل هذه المقارنة , أقصد إنى معجبة بقصائده قال وهو ينفجر غيظا – هل تستهزئين ؟ قالت - والله أقول الحق ...كيف عساني أقارنه بك و الفرق يكاد يكون بين الثرى و الثريا جاء ردها بلسماً له فأراح تشنجات وجهه وأطلق تنهيدة كادت أن تشق صدره وانتهى الحوار فيما عاد إلى قنواته المفضلة... ولكن فجأه نظر إليها وسأل بارتياب قائلا- - - ماذا تقصدين ؟ ...من منّا الثرى ومن الثريا ؟؟؟ ختاما – الغيرة كأس مر ..من لا يقدر عليها لا يقدمها لغيره . [email protected]