تشكو العديد من الأسر السعودية من تعلق أبنائها بالإعلانات التجارية (التلفازية), كما تتذمر هذه الأسر من إصرار وإلحاح هؤلاء الأبناء على شراء ما يعجبهم من السلع المعروضة في الإعلانات التلفازية الموجهة إليهم. وتتساءل هذه الأسر عن مدى صدق هذه الإعلانات, وهل هي في مجملها صادقة في ما تحتويه وفيما تدعيه أم أنها تطرح هذه السلع من خلال هذه الإعلانات (المتعوب على إنتاجها ماليا وفنيا) والمبالغ في فائدتها صحيا وغذائيا وملبسا...إلخ؟ كما يتساءل آخرون عن كيفية تحصين الأطفال تجاه الإعلانات التي تستهدفهم وخاصة في حال اقتناع الوالدين بعدم جدوى السلعة المعلن عنها. نحن وأنتم وهم يعلمون أن حقيقة الطفل السعودي اليوم تتجاذبه تيارات متعددة ذات بريق يدعوه نحو مزيد من الاستهلاك والصرف وهناك تأثير كبير (للتلفاز خاصة) وما به من برامج وإعلانات وجوائز على أنماط استهلاك الأفراد. لكن السؤال الذي حيرنا وحير الأسر السعودية هو: «لماذا التركيز على الطفل في معظم الإعلانات التلفازية التجارية؟» وقد اتضح من بعض الدراسات التي أجريناها في السنوات العشر الماضية والتي تطرقنا فيها للتلفزيون وتأثيره على الأطفال (ولي كتاب صدر قبل ثلاث سنوات عن-التلفزيون في حياة الأطفال-خرجنا بعدة نتائج وعدة حقائق عن تأثير برامج وإعلانات التلفاز يقل كلما كبر الأطفال في السن. بل إنه كلما كبر الطفل في العمر قل انتباهه لهذه (الإعلانات التجارية) وزادت سخريته منها ولاسيما أن البعض منهم قد جربها وشعر بشيء من المبالغة (الكبيرة) في طريقة إنتاجها وعرضها, وأيضا تأثير الإعلانات التلفازية يتوقف على مدى إدراك الطفل, وعلى طريقة العرض لهذه الإعلانات. ودعوني أقدم لكم بعض (التوصيات) التي خرجنا بها لحصانة الأطفال من إعلانات التلفاز الموجهة للأطفال وهي كثيرة, وأهمها: -الاهتمام بمراقبة الطفل أثناء مشاهدته للإعلانات التلفازية وتوجيه سلوكه التوجيه السليم حتى يتمكن أن يشارك بنصيب كبير من الجهد في ثقافة (المشاهدة). -إن أمر التوعية والتحصين لا يقتصر على الوالدين فقط بل يتعداهما إلى الإخوة والأخوات والأقارب الكبار والمؤسسات الرسمية التربوية وغيرها. -إشباع رغبات الأطفال من خلال توفير ما يحتاجون إليه وتربيتهم تربية جيدة من أجل إنشاء جيل جديد ذي شخصية قادرة على الوقوف في وجه المغريات. -أخيرا وليس أخرا, اجلسوا مع أبنائكم أثنا مشاهدتهم للتلفاز, فلربما أجبتم على تساؤلاتهم بدلا من أناس آخرين يعطونهم إجابات (خاطئة) (وصححوا المثل القائل: برامج الأطفال لا تضر الأطفال, والحقيقة أن برامج الأطفال تضر الأطفال والكبار-صدقوني. [email protected] الرياض