حذرت المدربة "حنان مطر" من الآثار السلبية للقنوات الفضائية الموجهة للأطفال ودورها في بث الأفكار السلبية الدائمة لديهم, إضافة إلى الاضطرابات والكوابيس والتبول غير الإرادي . جاء ذلك خلال البرنامج الذي أقامه القسم النسائي بالندوة العالمية للشباب الإسلامي بالعاصمة المقدسة مؤخرا بهدف التعريف بتأثير وضرر القنوات الفضائية على الأبناء وتوعية الأمهات بطرق حمايتهم من أضرارها تحت شعار "وحش كاسر في منزلي". وأشارت مطر إلى دور أفلام الكرتون المرعبة والخارقة في انحراف المراهقين, وتشويه الواقع في نظرهم, بالمبالغة في تعقيده أو تبسيطه, حتى يبتعد أحدهم عن الواقع الطبيعي الذي يعيشه في حياته اليومية, وهو ما قد ينعكس على سلوكه ويعيق تواصله مع أفراد محيطه. وبينت أن دور الإعلانات التجارية في صياغة المبادئ والقناعات لدى المراهقين مهم جدا ولكن هذه الإعلانات تحولت الآن وأصبحت تروج لثقافة الاستهلاك، وهي الثقافة السائدة بين الشباب والفتيات في الوقت الراهن. وأضافت أن بعض الإعلانات تروج للانفتاح في العلاقة بين الشباب والفتيات، مشيرة إلى جملة من النقاط التي يجب على الأم والمربية أخذها في الاعتبار للحَدّ من هذه الآثار السلبية, ومنها تقليل عدد ساعات المشاهدة للتلفاز بالتدريج حتى يصل مجموعها إلى أربع ساعات في الأسبوع. كما نبهت إلى ضرورة اختيار ما يشاهده الطفل بعناية تامة ليتناسب مع عمره وإدراكه, ليكون بذلك أداة بناء لثقافته وتنمية قدراته العقلية وليس العكس, وإنتاج برامج موجهة للأطفال والمراهقين تقدم القدوة ونماذج الشخصيات الإسلامية, للمحافظة على هوية الناشئة وربطهم بحضارتهم الإسلامية, مؤكدة على ضرورة دمج الأطفال والمراهقين في البرامج والأنشطة الاجتماعية والثقافية الهادفة لشغل أوقات فراغهم وتعويدهم على الإيجابية وحب العمل. وفي هذا الصدد قال استشاري الطب النفسي بجدة الدكتور عدنان عاشور إنه من المفترض ألا يمكث الأطفال أمام التلفاز وقتا طويلا، وإن فترة أربع ساعات فترة طويلة بالنسبة للأطفال، لما يتلقونه من هذه الشاشة من برامج متنوعة وخاصة في برامج الكرتون المرعبة والتي لها دلالات وإيحاءات سلوكية تظهر في العنف الذي يمارسه الأطفال مع بعضهم داخل المنزل،إضافة إلى الإيحاءات الجنسية الموجودة بهذه الأفلام الكرتونية. وبين عاشور أن هذه النوعية من البرامج ينبغي أن تكون تحت رقابة الأسرة وأن يحرص الوالدان على اختيار ما يشاهده الأطفال من برامج وخاصة أفلام الكرتون. وأشارإلى ضرورة عدم متابعة الأطفال للتلفزيون وهذه البرامج العنيفة والمرعبة، خاصة قبل النوم، لأن هذه الفترة بالذات يكون فيها الإيحاء لدى الأطفال كبيرا ويكونون على استعداد تام لتلقي أي فكرة أو سلوك، إيجابيا كان أم سلبيا. وبين أنه على الأم أن تحدد وقتا للجلوس مع أطفالها وتحرص تماما على ألا يكون التلفزيون وأفلام الكرتون عاملي جذب للأطفال لينشغلوا عنها أثناء عملها بالمنزل. وقال إن الأطفال بصورة عامة يقلدون السلوكيات المستقاة من أفلام الكرتون ونحوها بعفوية وببراءة. وركز عاشور على الدور الهام الذي تلعبه الأسرة بكافة أفرادها لجذب الأطفال إلى جو نفسي سليم يخلو من العنف ونحو ذلك، وأن يكون هناك رقيب على ما يشاهده الأطفال بالتلفزيون.