كان ياما كان، في قديم الزمان، شقيقان أحدهما كدود يعمل في الحقل طوال اليوم، كان يعمل بمثابرة ولا يتذمر أو يفقد طيبته أبدا. وبالرغم من أنه لا يحب العمل كثيراً، إلا أن أمه المسكينة، كانت مريضة وتحتاج إلى المال القليل الذي يكسبه. فكان يعمل من دون تبرم. كان من الصعب عليه أن يستيقظ مبكراً في الصباح ليبدأ العمل ولكنه كان يفعل ذلك، وكان دائماً يبتسم لأمه المريضة، وفي المساء كان يشعر بالإعياء، حتى أنه كان أحياناً يكاد يعجز عن المشي عائداً إلى البيت، ولكنه كان يعد لها العشاء، ويدثرها في الفراش، قبل أن يسمح لنفسه بالنوم. كان الشقيق الآخر يختلف عنه اختلافاً تاماً، إذ كان كسولاً للغاية وطوال الوقت، حين كان يفترض به أن يعمل، كان يستلقي على العشب ودائم التذمر، وفي أحيان كثيرة شديد القسوة. لم يكن يحب العمل، وحين يحتاج إلى بعض المال كان يتوجه إلى أمه فتعطيه القليل الذي يتسنى لها توفيره. ولكنه لم يكن يكتفي أبداً وكان دائم التبرم. وكثيراً ما كان يصرخ على شقيقه ويزعق بوجه أمه. وفي المساء كان يأتي إلى البيت من أجل النقود، ثم يذهب إلى المدينة ويسهر الليل لينفق النقود بحماقة. أخذت العائلة تزداد فقراً؛ لأنه مهما كان الشقيق الكدود يكسب من المال، كان الشقيق الكسوف ينفقه بسرعة. وفي صباح يوم من أيام الربيع، قطع الشقيق الأول بعض الحطب وقال لأمه: «أنا ذاهب إلى المدينة وأرى إذا كان بمقدوري أن أبيع هذا الحطب للحصول على بعض المال، لأنه ليس لدينا ما نأكله في العشاء هذا المساء. ردت الأم المريضة: «أرجو أن تتمكن من بيعه، ولكن لا تجهد نفسك كثيراً.. أخذ الشقيق الكدود حمل الحطب الثقيل على ظهره، وانطلق في سبيله إلى المدينة، تاركاً وراءه شقيقه الكسوف، الذي كان نائماً في الشمس، يشخر بصوت عالٍ. ظل في المدينة طوال اليوم، ولكنه لم يفلح في بيع قطعة واحدة من الحطب فشعر بغمٍ كبير، وأخيراًً وضع حمل الحطب الثقيل على ظهره وبدأ رحلة العودة إلى البيت، متسائلاً كيف سيأكلون في ذلك اليوم. كان الحطب ثقيلاً، وكان قلبه مثقلاً بالهم، وهو يجبر خطاه عبر الغابة. وأخيراً بلغ بركة الغابة الصغيرة حيث اعتاد تناول غدائه، وما أن وضع الحطب إلى جانب إحدى الأشجار، وجلس على جذع شجرة حتى شرع يبكي، وفيما هو كذلك، سمع فجأة صوتاً يسأله: «لماذا تبكي»؟ تلفت الشاب حوله، ولكنه لم يتمكن من رؤية أحد، فقال الصوت مرة أخرى: «خير لك أن تتمخط» ولكنه مع ذلك لم يتمكن من رؤية أحد. وأخيراً سأل: «من أنت؟» قال الصوت: «تحت أنفك، خير لك أن تتمخط؟» نظر الشاب إلى الأسفل فرأى سلحفاة تطفو على قطعة خشب، قالت السلحفاة: «طبعاً لا يوجد غيري في الجوار حقاً من الأفضل لك أن تتمخط». قال الشقيق: «لكن السلاحف لا تنطق». «ولكن هذه السلحفاة تنطق، «والأكثر من ذلك أن أستطيع الغناء». قال: «الغناء؟» قالت السلحفاة: «تمخط»، وبعد أن تمخط الشاب، قالت السلحفاة: «إني أغني غناءً جميلاً أيضاً، ولكنك في غم أليس كذلك؟» اعترف الشاب إنه مهموم وحكى للسلحفاة القصة كلها، فقالت السلحفاة: «حسناً، لقد أطعمتني في أحيان كثيرة، والآن جاء دوري كي أطعمك»». فسأل الشاب: «وهل أنا أطعمتك»؟ فقالت السلحفاة: «بكل تأكيد، أنك عادة تتناول غذاؤك هنا: أليس كذلك؟ حسناً، وأنا كنت آكل الفتات الذي تنفضه من حجرك بعد الانتهاء من الغداء؟ حسناً، وأنا كنت آكل الفتات الذي تنفضه من حجرك وهكذا كنت تطعمني، والآن فإنني سأطعمك». قالت السلحفاة: «خذني إلى المدينة، وسأغني، ثم يدفع الناس مالاً كثيراً» تردد الشاب وسأل: «هل حقاً تستطيعين الغناء؟» قالت: «طبعاً أستطيع». ثم بدأت تغني وقال الشاب: «هذا رائع». وحمل السلحفاة عائداً إلى المدينة، وهناك قدمت السلحفاة عرضاً جميلاً، اعتبره أهل المدينة رائعاً فأمطروا السلحفاة والشاب بالنقود. وهكذا أخذ الشاب المال واشترى به طعاماً وعاد مسرعاً إلى البيت وبصحبته السلحفاة وحين رأته أمه أصيب بدهشة كبيرة، فأخبرها ابنها بما حدث، وكانوا وفي تلك اللحظة ظهر الشقيق الكسول والتهم كل الأكل ثم قال متذمراً: «أنك لم تحصل على الكثير من النقود، لو أعطيتني السلحفاة سأعود ومعي ثروة كبيرة». قال الشقيق الكدود: «كلا لن تفعل.. لا لن تأخذ السلحفاة» وسرعان ما نشب بينهما عراك انتهى بأن ألقى الشقيق الكسول أخاه أرضاً وأخذ السلحفاة إلى المدينة. وهناك حمل الشقيق الكسول الناس على دفع النقود له أولاً، ثم رفع السلحفاة بيده وأمرها أن تغني: لكن السلحفاة رفضت فاستشاط غضباً، فأمسكها من زيلها وصرخ بها، لكنها لم تصدر صوت، وأخيراً بدأ يجلدها بسوط فانكمشت داخل قشرتها الصلبة. ضحك الناس في بداية الأمر وأدركوا بعد حين أن السلحفاة لن تغني فبدأوا يطالبون بنقودهم وقالوا: ما هذه إلا سلحفاة عادية». فقال الشقيق الكسول: «كلا أنها السلحفاة نفسها التي استمعتم إليها بالأمس!». ضرب الشقيق الكسوف قشرة السلحفاة ثم صرخ بها وأخيراً راح يتوسل إليها ولكن السلحفاة رفضت أن تغني أي شيء». ازداد غضب الناس وانهالوا على الشقيق الكسول بالضرب وطردوه خارج المدينة. وبعد أن انتهت المعركة.. أخرجت السلحفاة رأسها وزحفت عائدة إلى بيت الشقيق الطيب وعندما وصلت قالت: هل تسمحان لي بالعيش معكما؟ فالسلاحف الأخرى تعتقد إني سلحفاة غريبة بعض الشيء كما أني استطيع الكلام والغناء واستطيع بذلك أن أكسب لكما مالاً كثيراً، فقال الشقيق والأم: «نرجوك أن تبقى، سواء كنت قادرة على كسب المال أم لا، فإننا نحبك». وهكذا بقيت السلحفاة معهما، وعاش الثلاثة حياة سعيدة. * * * رسوم 1 - آية محمد المحروق 8 سنوات 2 - إيمان عمر الجالوس 8 سنوات 3 - حسنين عدنان أبو يحيى 9 سنوات 4 - بيان أحمد الحمارشة 10 سنوات 5 - ابتهال عثمان 8 سنوات 6 - نور جمعة اللجمي 9 سنوات 7 - لاما عمار محفوظ 8 سنوات 8 - بتول جمال العيسى 9 سنوات