قال محسن الحارثي، قائد فريق النصر السابق وأحد صناع تأهله لبطولة كأس العالم الأولى للأندية، التي من خلالها اكتسب الفريق لقب «العالمي»، إن بإمكان الفريق استعادة مكانته بسرعة إذا ما حقق كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال. مشيراً إلى أن الكرة باتت في ملعب اللاعبين بعد أن أعلنت إدارة النادي تحفيزهم بمبلغ كبير، قد يتجاوز ربع مليون ريال لكل لاعب، وبعد الحملة الجماهيرية الداعمة من الأنصار، رغم أن تلك الجماهير العاشقة لم تتحقق أمانيها منذ سنوات. وزاد: أعتقد أن بطولة كأس الأبطال فرصة حقيقية للاعبي النصر للانطلاق على غرار ما فعل الأهلي في الموسم الماضي، عندما تخطى إخفاقه بتحقيق البطولة ليستعيد شخصيته؛ ما أهله لأن يكون وصيف بطل الدوري هذا الموسم، وكان قريباً من اللقب لولا تفريطه ببعض النقاط السهلة وتعادله في مباراة الحسم. وتابع: البطولة متاحة لجميع الفرق، من يحسب الحسابات جيداً سيظفر باللقب. باعتقادي أن النصر أكثر الفرق حاجة للبطولة، وعلى لاعبيه التكاتف ووضع الحسابات الصحيحة لذلك؛ فهم وحدهم من بيده مفتاح الخروج من الضغوط وبدء صفحة جديدة قد تعيد العالمي لشخصية البطل التي افتقدها نتيجة عوامل كثيرة في الفترة الماضية. سلاح ذو حدين وأكد الحارثي أن المكافآت المجزية التي وعدت بها الإدارة والدعم الجماهيري سلاح ذو حدين إذا لم يحوله اللاعبون لعامل إيجابي. محذراً في الوقت ذاته من التقييم المتسرع جماهيرياً في ظل الضغط الذي يمر به اللاعب، ومضيفاً «جماهير النصر غالية، ورقم صعب ومتجدد، أتمنى أن يشعر اللاعبون بهم، كما أتمنى من الجماهير التي شهادتي بها مجروحة أن تواصل التفاتتها نحو الفريق، وأن تقيّم الأمور في هذه البطولة بمنطق صحيح، أي التقييم بعد آخر صفارة، وعدم الانسياق للعاطفة التي قد تعطل الأمور في بدايتها». ميزان الفريقين وحول مواجهة الشباب من وجهة نظره فنياً قال: أعتقد أن الفريق الطامح إلى تحقيق الإنجاز لا يعنيه من يقابل؛ لأن هدفه البطولة. بالنسبة للنصر ستكون قوته في الأداء الجماعي، وفي تكاتف وروح اللاعبين على جعل المباراة مفتاح الانطلاق والتخلص من الضغط الذي يحد كثيراً من ظهور الفريق رغم امتلاكه عناصر قادرة على الوجود في خارطة أي فريق من فرق المقدمة حالياً. الشباب الآن الأفضل بحكم أنه بطل الدوري، ولدى الفريق مدرب قوي وصارم، وأعتقد أن باستطاعته طرد التراخي الذي يصيب البطل عادة بعد تحقيقه البطولة. الفريق يملك مقومات عالية بحكم الحلول الفردية التي يمتلكها هدافه الشمراني، الذي متى وجد خطاً يلعب على خط واحد فهو سيمارس هوايته؛ لذا يجب اللعب معه بطريقة صحيحة. الفريق يملك وسطاً مميزاً بوجود عطيف وويندل وفرناندو، وهذا الثلاثي - برأيي - إذا امتلك الوسط ووجد المساحات ولم يتم التعامل معه بطريقة «المان تو مان» أو الضغط الكبير سيكون إيقافه صعباً على جميع الفرق. نتيجة الذهاب أهم وسألته عن الاستراتيجية التي يجب التعامل بها في مباريات الذهاب والإياب فقال: عندما كنت قائداً لفريق النصر كنت أفضل لعب الشوط الأول مع الهواء، بمعنى أن البحث عن استغلال الظروف والفوز المبكر يفتح المجال للتعامل المنطقي مع واقع الأمور. أعتقد أن الفوز ذهاباً مهم؛ لأنك لا تضمن ظروف مباراة الإعادة؛ قد تفقد لاعبين للإصابة أو الإيقاف، وقد يستعيد الخصم قواه، أنت لا تعلم ماذا يخبئ المستقبل؛ لذا يجب أن تتقدم من البداية. مباراة الذهاب بالنسبة للفريقين شوط أول، ولقاء الرد هو الشوط الثاني. النصر بحاجة لمدرب من طينة بلاتشي وبحكم خبرته سألناه عن رأيه بفريقه النصر وما يحتاج إليه في الفترة المقبلة فرد: مع احترامي للجميع ولآرائهم، وبحكم خبرتي لا أستطيع الانتقاص من قدر المدرب ماتورانا الذي سبق لي مقابلته لاعباً عندما كان مدرباً للهلال. تاريخه كبير، ولا أحد يشكك في قدراته، لكن النصر بوضعه الحالي بحاجة لمدرب من طينة بلاتشي وبينييف وميلان وفرنانديز، هذه الأسماء تجمع بين الصرامة في العمل والقوة في الخطط الفنية. أتذكر أن بلاتشي كان يطلب منا الحضور للتدريبات الصباحية ولا يشترط حضور الجهاز الإداري؛ لأنه يمتلك شخصية قوية كانت كافية لفرض الانضباط في التدريب، وتنعكس بالإيجاب في الملعب؛ ما ولّد فريقاً قوياً آنذاك. وأضاف: الفريق بحاجة لعمود فقري يبدأ بمدافع متمكن ومحور وصانع ألعاب ومهاجم صريح، إضافة إلى زرع الثقة في العناصر الشابة، والتعامل معها بتدرج حتى لا تُستهلك قوة اللاعب مثلما هو حاصل مع إبراهيم غالب الذي حمل مسؤوليات أكبر من طاقته البدنية وحتى خبرته الميدانية. ومع إصرارنا على معرفة توقعاته لمسار البطولة رد: من الصعب تحديد فريق في البطولة السريعة؛ الفرص متساوية، ومن يرسم المعادلة الصحيحة للمباريات الأربع سيبلغ النهائي بسهولة.