الشاعر سرور بن عودة الأطرش عاش حتى عام 1280ه، في قصره المسمى (مشرف)، وهو قصرٌ يقع شمال قصر ابن عقيل، على ضفاف وادي الرمة تقريباً. ولا يزالُ قصره موجوداً حتى الآن. أورد الأُستاذ فهد بن منيع الرشيد في كتاب شعراء الرس النبطيين نبذةً بسيطة عنه، وقد أوردت في كتابي شعراء ومواقف عدداً من قصائده ومواقفه وحياته. أقول: سرور امتاز بصفات عدة، منها الشجاعة والكرم وحدة أو قوة البصر والصيد. وقد ذاعت شهرته في شبابه حتى أن كثيراً من النساء تمنين رؤيته. تقول الشاعرة صيتة التميمية: شفى سرور ولا تمنى بديله عليه ضيعت الحيا والمناقيد قصة هذا الأسبوع مع سرور. يُقال إن هناك امرأةً طلبت من صاحب دكانٍ بمدينة الرس - وهذا الكلام قبل أكثر من 180 سنة - أن يخبرها عندما يأتي إليه سرور الأطرش لتراهُ. وكان سرور كثير التردد على صاحب الدكان، وعندما جاءه في أحد الأيام وجلس عنده في دكانه أخبره صاحب الدكان بأن فلانة طلبت رؤيته، وكان سرور في هذا الزمن قد ابيض شعره، واحدودب ظهره، وضعف بصره؛ فما كان من سرور الأطرش إلا أن يوافق على طلب المرأة؛ فأرسل صاحب الدكان ابناً له صغيراً يطلب حضور المرأة، وفعلاً حضرت، وعندما وقفت على باب الدكان قال صاحب الدكان هذا هو سرور، ومن دون اختيار قالت المرأة: (أثره شايب). ضحك سرور، وقال: كنت شاباً، ولكن الآن كما ترين. وكانت قد رسمت في مخيلتها صورةً مغايرة لهذه الصورة لسرور، ثم قالت: أُقسم بالله العظيم أنني لم أقصد سبك، ولكن خرجت هذه الكلمة من دون اختياري. وكان من عادة النساء قديماً عندما تسمع بصفاتٍ حميدة في رجلٍ ما تتمنى رؤيته، وليس هذا من باب العشق أو التغزل. قال سرور اسمعي: يازين شفني لا توصي وصايا ما دام كلن حاضرٍ قل وانا اقول عذربت شيبي ياجميل الحلايا لا بد ما يبداك مع كل مجدول يبدا بشقرن مثل عصم الروايا عليه من شغل العجم تل وتلول يابو ثمانن بيض بين الشفايا ما كنهن الا كما ضيق هملول بالبال منهن ياعطيب الهوايا لو مثل خفقة مومي الريش بنزول قالت المرأة: يا سرور مدحتني، ولكن أرجوك لا تذمني، فقال سرور: لا. بقي أن أقول إن سرور بن عودة الأطرش توفي في مدينة عنيزة، ودفن فيها، وذلك عام 1280ه. رحمه الله، وأسكنه فسيح جناته. وإلى قصةٍ وشاهد في الأسابيع القادمة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.