يشهد ميدان التحرير وسط القاهرة اليوم مظاهرة مليونية، ومن المقرر أن تشارك فيها القوى السياسية والثورية كافة بمختلف أطيافها، لكن من المتوقع أن يرفع كل فصيل شعارات تختلف عن الآخرين، ولكل تيار مآرب مختلفة عن مجاوريه في الميدان؛ حيث تداخلت المطالب والأهداف في تلك المليونية؛ فهي في البداية كانت دعوة من عدد من الحركات الليبرالية واليسارية؛ بهدف استكمال الثورة، وانتقاد الطريقة التي تم بها تشكيل اللجنة التأسيسية لوضع وكتابة الدستور، وبذلك تكون مناهضة للتيار الإسلامي المهيمن على تشكيل «تأسيسية الدستور»، لكن تطوُّر الأحداث، خاصة فيما يتعلق باستبعاد مرشح الإخوان المسلمين خيرت الشاطر والشيخ حازم أبو إسماعيل من السباق الرئاسى، والخوف من عدم تسليم السلطة في موعدها، أو فوز أحد مرشحي فلول النظام السابق بالرئاسة، دفع التيار الإسلامي لإعلان مشاركته في مليونية اليوم. وقد بذلت بعض القوى السياسية جهوداً لتكون المظاهرة «جمعة لَمّ الشمل» أو «تصفية النفوس» أو «تصحيح المسار»؛ من أجل توحيد القوى كافة في اتجاه إنهاء المرحلة الانتقالية وضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها. وقد أعلنت نحو 50 حركة سياسية وائتلافاً ثورياً مشاركتها في مليونية اليوم تحت شعار «تقرير المصير» رافعة 6 مطالب، هي (تحقيق أهداف الثورة، الإفراج عن المعتقلين السياسيين، ومنع محاكمة المدنيين أمام القضاء العسكري، تعديل المادة 28 من الإعلان الدستوري، التي تحصن قرارات اللجنة الرئاسية العليا للانتخابات، التوافق حول الجمعية التأسيسية للدستور، بحيث تمثل طوائف الشعب كافة، ومنع ترشح فلول النظام السابق لرئاسة الجمهورية، وتطهير الجهاز الإداري من فلول النظام السابق). من جهتهم, واصل أنصار الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، المرشح المستبعد من انتخابات الرئاسة بمصر، اعتصامهم أمس أمام مقر اللجنة العليا لانتخابات رئاسة الجمهورية لليوم الرابع على التوالي، بعد قرار اللجنة رفض التظلم المقدَّم منه وتأييد قرار استبعاده، فيما أعلن أبو إسماعيل أنه سيرفع دعوى قضائية عاجلة ضد اللجنة العليا للانتخابات، سيتهمها فيها بأنها وصفت الأوراق بغير حقيقتها وسمتها بأوصاف ليست فيها على سبيل الافتراء - بحسب تعبيره - لتستند بهذه الأوصاف الكاذبة في قرار مصيريّ، هو شطب اسمه من السباق الرئاسي دون أي وجه حق. وقال أبو إسماعيل: كما رفعتُ دعوى قضائية، واستصدرت حكماً قضائياً أثبت أحقيتي في الاستمرار في انتخابات الرئاسة، ومع ذلك قررت اللجنة الرئاسية إقصائي عن الانتخابات تحدياً لحُكْم القضاء.