للأسفار مشقتها ومعاناتها قبل تطور وسائل الانتقال وتعددها، ومع ذلك لها ثمارها وفوائدها المتنوعة التي أثرت البشر وأصبح مثار اهتمامهم وما زال الناس يتذكرون البيت الشعري الشهير الذي حصر تلك الفوائد بخمس هي: تفريج هم واكتساب معيشة وعلم وآداب وصحبة ماجد وفي هذا المضمار أصدرت مكتبة الرشد (ناشرون) ليطرح خلاله تجارب وشهادات مهمة من واقع أسفاره في العديد من دول العالم لتشكل في مضمونها الكثير من الأفكار الثرية والغنية فيما يسمى بأدب الرحلات وغيره. المؤلف استطاع بأسلوبه الشيق أن ينقلنا من تجربة لأخرى ومن قطر لآخر عبر فوائد مفيدة طرحها من خلال هذه الرحلات. ومع ذلك اهتم بالسفر وفوائده عبر فوائده الخمس وهي: - الفائدة الأولى فكانت - وما برحت سارية المفعول. وإما الثانية فكانت واضحة قبل اكتشاف النفط بالنسبة لسكان وسط الجزيرة العربية بالذات وما زال شباب وطننا العزيز يدركون. الفائدة الثالثة والرابعة فيسافرون طلباً للعلم واكتساب للمعرفة بكل أنواعها وتبقى الفائدة الخامسة فسيحة المعنى شاملة للصحبة في السفر والصحبة في الأقطار المسافر إليها. - ويتذكر الكاتب رحلته الأولى وأهميتها فيقول: كانت أول رحلة قمت بها إلى خارج الوطن العزيز المملكة العربية السعودية تلك التي تمت مع عدد أبناء مسقط رأسي عنيزة إلى البحرين سنة 1375 / 1955 وكنت حين ذاك في السنة الثالثة من المرحلة المتوسطة في الدراسة ثم قمت بعد ذلك برحلات كثيرة منها ما كانت إلى أقطار عربية ومنها ما كانت إلى بلدان غير عربية شرقية وهي الأقل وغربية وهي الأكثر. - ويتذكر الكاتب أول رحلة منشورة بالصحف من تلك الرحلات فيقول: كانت أول كتابة لي عن رحلة من الخارج من الوطن العزيز تلك التي نشرتها في حلقات في صحيفة اليمامة قبل نصف قرن عن زيارة قمت بها إلى الكويت ضمن وفد من طلبة جامعة الملك سعود عام 1397ه وكانت لتلك الرحلة متعة فائقة بعد أن شرفت بالحديث نيابة عن زملائي الطلاب أمام طلبة المدرسة الثانوية في الشويخ وقد عبرت عما أشعر به بقصيدة تنبض بمشاعر الوهج القومي الذي كان في أوجه ذاك الوقت. - الكتاب يعد وثيقة مهمة وشهادة أديب وناقد متميز وكاتب مهم يطرح عصارة تجاربه ويقدم الكثير من التجارب والأفكار التي تفيد هذا الأدب وتطرحه للأضواء مرة أخرى بعد سنوات من الاختفاء والانزواء في الظل.