سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مدينة الخير في بريدة إسهام بالتنمية الحضارية للمنطقة ورؤية حديثة للعمل الخيري بالمملكة تُعَدّ أكبر مشروع خيري خدمي استثماري وتحتضن 10 مرافق حيوية بتكلفة تتجاوز 86 مليون ريال
يطلق صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز، أمير منطقة القصيم، بدء العمل في إنشاءات مدينة الخير في بريدة, مساء الاثنين القادم، الموافق 2 / 6 / 1433ه, في حفل وضع حجر أساس المشروع، الذي يُعَدّ أكبر مشروع خيري خدمي استثماري؛ حيث يقام على مساحة تبلغ (18000م2) على الدائري الشمالي بمدينة بريدة، بتكلفة إجمالية تبلغ (87,500,000) ريال. وتُعَدّ المدينة، التي تندرج تحت إطار مشروعات المجمع الخيري ببريدة, أحد أبرز المشروعات الاستثمارية الخيرية، التي تؤسس لمرحلة جديدة من مراحل العمل الخيري بالمملكة، حيث الإسهام بمسارات التنمية من خلال طرح مشروع تنموي يخدم المجتمع في مجالات متعددة، ويحقق نقلة نوعية رائدة في الأعمال الخيرية تسجَّل للمجمع الخيري. وثمَّن المشرف العام على المجمع الخيري فضيلة الشيخ الدكتور عبدالعزيز بن صالح الشاوي رعاية سموه لحفل وضع حجر الأساس للمشروع، مؤكداً أن ذلك يُعَدّ امتداداً لعنايته واهتمامه بمسيرة المجمع منذ تأسيسه عام 1420ه. وأشار الدكتور الشاوي إلى أن المدينة تُعَدّ إحدى الرؤى والأفكار التي تخطط لتنفيذها إدارة المجمع الخيري، بهدف الارتقاء بالمشروعات الخيرية الاستثمارية؛ لتتحول من النمطية إلى الإبداع والتجديد، والمساهمة في التنمية الحضارية للوطن، وكذلك تأمين فرص وظيفية جديدة للشباب والفتيات. لافتاً إلى أن المدينة ستوفر أكثر من 300 فرصة عمل، إضافة إلى مسؤوليتها الاجتماعية بالاهتمام بتدريب أبناء وفتيات الأسرة الفقيرة والمحتاجة بوصفه هدفاً رئيسياً. موضحاً أن المدينة ستحتضن عشرة مرافق حيوية خدمية واستثمارية، تتمثل في الآتي: الشقق الفندقية ويأتي في مقدمة منشآت المدينة المبنى الاستثماري (الشقق الفندقية)، وهي شقق فندقية فاخرة، تم تصميمها وفق أحدث الأساليب الهندسية، وجارٍ حالياً تصنيفها من قِبل الهيئة العامة السياحة والآثار؛ لتنال فئتها المستحقة. ويتألف المبنى من أحد عشر طابقاً، وتحتوي الطوابق العلوية على (170) جناحاً وشقة فندقية، وقد رُوعي في تصميمها الحداثة والجمال وإرضاء الأذواق المختلفة، وتلبية احتياجات الباحثين عن الراحة والرفاهية. أما الطابق الأرضي فيضم المدخل الرئيسي وصالة الاستقبال والانتظار, وصالة لخدمات رجال الأعمال, ونادياً صحياً مصمماً على أحدث طراز, إضافة إلى كافتيريا تقدم وجبات خفيفة للنزلاء والضيوف. ويضم الطابق السفلي (القبو) مواقف تستوعب خمسين سيارة، كما يشتمل القبو على الخدمات المساندة. وتم مؤخراً توقيع عقد التشغيل مع إحدى الشركات الفندقية الرائدة في هذا المجال، ويبلغ المسطح الإجمالي للمبنى 16000م2. الإدارة النسائية ويفخر المجمع بفريقه النسائي المميز الذي يتولى إدارة مهام ومسؤوليات العمل النسائي كافة. ولضمان متابعة دقيقة ومستمرة لمختلف نشاطات المرأة، ولتلبية احتياجاتها كافة باستقلالية تامة، تم إفراد مساحة لمبنى الإدارة النسائية بجانب مبنى التدريب والتأهيل النسائي ومبنى إعادة تأهيل الملابس المستعملة، وترتبط المباني الثلاثة بجسر مشاة مغلق يحفظ للمرأة خصوصيتها، ويساهم في تسهيل تنقلها بين مناطق عملها في المدينة. ويتكون المبنى من (أربعة طوابق وقبو)، ويتألف الطابق الأرضي من صالة استقبال عامة وصالة عرض للتعريف بنشاطات القسم النسائي، إضافة إلى قسم استقبال التبرعات والمساعدات النسائية. أما الطابق الأول فيضم قاعة متعددة الأغراض ومكاتب إدارية للتنسيق والمتابعة. ويضم الطابق الثاني المكاتب الإدارية المساعدة كالشؤون الإدارية والمالية والعلاقات العامة والإعلام، وكذلك تنمية الموارد المالية. أما الطابق الثالث فيضم مكتب مديرة الإدارة النسائية ومكتب المساعدة وقاعة اجتماعات مصغرة ومكاتب السكرتارية، إضافة إلى البوفيه والمرافق الخدماتية المساندة. ويضم القبو قاعة اجتماعات كبيرة مجهَّزة بأحدث وسائل العرض والصوتيات، وتتسع ل(270) فرداً، وقاعة لكبار الزوار تم تصميمها من قِبل مؤسسات ذات خبرة عريضة في هذا المجال, ويبلغ المسطح الإجمالي للمبنى 2600م2. تدريب وتأهيل الفتيات إن من المبادئ الأساسية التي يقوم عليها منهج العمل الخيري والاجتماعي في المجمع الخيري السعي إلى تقليل أعداد المحتاجين في المجتمع، عبر محاولة إغناء الفقير عن مد يده للغير بتدريبه وتأهيله وتزويده بعدد من المهارات الضرورية التي تعينه في معترك الحياة. ولأن المرأة هي نصف المجتمع، وشريكة الرجال، وصمام الأمان في الأسرة والمجتمع، اعتزم المسؤولون عن المجمع الخيري تخصيص مساحة كافية من أرض مدينة الخير لتأهيلها وتدريبها والاستفادة منها في مشروعات استثمارية تعود بالنفع على المستفيد والعمل الخيري، حيث تم تصميم مبنى نموذجي لهذا الغرض. ويتألف المبنى من (أربعة طوابق)، كل طابق عبارة عن صالتي تدريب نظرية وعملية، وتبلغ السعة الاستيعابية للصالة الواحدة خمسين متدربة، كما يضم المبنى عدداً من المعامل الخاصة بالتدريب على الخياطة وتصفيف الشعر, وقسم التغليف والهدايا، وكوشات الأفراح، ومطبخ الولائم الذي تم تصميمه وتجهيزه وفق أرقى المستويات الفنية في عالم الطبخ، إضافة إلى عدد من صالات العرض لمنتجات القسم. وتتولى شركة متخصصة تجهيز وتوريد وتركيب المطابخ والأجهزة الفنية والمعدات الصناعية وتدريب الموظفات عليها, بمساحة إجمالية للمبنى قدرها 2300م. إعادة تأهيل الملابس وصالات العرض يشهد المجمع الخيري إقبالاً كثيفاً من المتبرعين بفائض ملابسهم، وطلباً متزايداً من المحتاجين إليها؛ لذا تم تخصيص مساحة من أرض المدينة لهذا الغرض؛ حيث يقع مبنى إعادة تأهيل الملابس المستعملة على مقربة من مركز منتجات التمور وكذلك تدريب وتأهيل الفتيات. وقد روعي في اختيار موقع المبنى ترابط مناطق العمل الخاصة بالموظفات، ويعمل في مشروع إعادة تأهيل الفتيات والنسوة الأسر المستفيدة اللاتي يقمن بمختلف المهام، ويقوم بعمليات الاستقبال والفرز والغسيل والكي فنيون وعمال متخصصون. ويضم المبنى المكون من (أربعة أدوار) صالات لعرض الملابس بقسميها النسائي والرجالي، كما يحتوي على قسم متكامل لخياطة الملبوسات الرجالية، وتتم عملية التوزيع على المحتاجين عبر آلية خاصة, وتقدر مساحة المسطح الإجمالي للمبنى ب1900م2. مركز التدريب على مشتقات التمور اشتهرت مدينة بريدة ومنطقة القصيم بشكل عام منذ القدم بنخيلها، وعُرفت بجودة تمورها وأصنافها المتعددة، حتى لُقِّبت بعاصمة التمور. واستثماراً لهذه الميزة من مزايا المنطقة، وحيث يرد المجمع الخيري أطنان من زكاة التمور وصدقاتها، ولدت فكرة التدريب على مشتقات التمور. ويشكِّل المركز إحدى الدعامات الأساسية لمدينة الخير، كما يوفر فرص عمل متعددة لأبناء المنطقة من الجنسين، ويعمل على تعزيز مكانة القصيم الاقتصادية والحضارية. ويضم الطابق الأرضي معدات التصنيع الأساسية؛ حيث يتألف من مناطق عمل متعددة، هي: منطقة فصل القشور العالقة بالتمور، ومنطقة معالجة التمور بالحرارة، إضافة إلى منطقة تعبئة التمور في العبوات الخاصة وغيرها، وعدد من المستودعات العامة والخاصة، والثلاجات المخصصة لحفظ التمور. ويُعتبر الطابق الأول منطقة خاصة بالنساء من الأسر المستفيدة، وتصل الموظفات إليه عبر مدخل ومصعد خاص بهن؛ ليقمن بمزاولة مهامهن في إنتاج مشتقات التمور في جو من الاستقلالية والخصوصية. ويتكون هذا الطابق من صالة خاصة لتجهيز مشتقات التمور ومنتجاته المختلفة، وصالة أخرى لعرض تلك المنتجات, بمساحة إجمالية للمسطح تبلغ 2700م2. الثلاجات نظراً إلى الكميات الضخمة التي ترد للمجمع من تبرعات المواد الغذائية تم تخصيص مبنى للثلاجات بمسطح مباني (920) م2، منها ما هو خاص بحفظ اللحوم بمختلف أنواعها الحمراء والبيضاء، سواء للتجميد والحفظ، ومنها ما هو مخصص للمواد الغذائية الأخرى مثل الخضراوات والفواكه، بطاقة استيعابية مقدارها (49 طناً) للمرة الواحدة. أما الأجهزة الفنية والمعدات الصناعية فتتولى شركة متخصصة في التبريد والثلاجات توريدها وتركيبها وتدريب الموظفين. المخازن سعياً إلى التكامل وتلبية متطلبات العمل الخيري كافة، وتحقيقاً لأهداف المشروع، تم تخصيص مبنى من دورين للمخازن بمساحة إجمالية تبلغ (3000م2)، وقد صممت على أحدث مواصفات التخزين؛ حيث خُصِّص الدور الأول للمستودعات الخاصة بالمواد الغذائية بمختلف أنواعها، ويستوعب هذا الدور (1800 طن)، التي يستقبلها المجمع من المتبرعين، وخُصّص الدور الثاني لتخزين الأجهزة الكهربائية والأصناف غير الغذائية، ويستوعب هذا الدور (1200 طن)، وتم تجهيز المبنى برصيف متكامل للتحميل والتنزيل. ويضم المبنى إضافة إلى ما سبق صالة استقبال وانتظار خاصة بالمستفيدين الذين يتم تسليمهم إعاناتهم من تلك المواد عبر آلية خاصة. مركز صيانة أجهزة المستفيدين خُصّصت مساحة من أرض المدينة لقسم صيانة أجهزة المستفيدين قبل توزيعها عليهم، والصيانة المستمرة على أيدي فنيين مهرة تضمن أطول فترة استفادة ممكنة، مع تحقيق أكبر قدر ممكن من الاكتفاء الذاتي، إضافة إلى توفير نفقات كبيرة قد تنشأ عن الاستعانة المستمرة بمراكز الصيانة الخارجية. ويبلغ مسطح المبنى الإجمالي (420م2). سكن الموظفين تم تصميم سكن الموظفين؛ ليستوعب العدد الكبير من الموظفين العزاب العاملين في مختلف أقسام ومرافق المدينة، بشكل يوفر لهم الشعور بالراحة والأمان الضروريَّيْن لاستمرارية العطاء وجودة الأداء. ويتكون المبنى من أربعة طوابق، ويضم (60 جناحاً) سكنياً، إضافة إلى صالة ترفيه، وركن المشاهدة والمطالعة، ومرافق للخدمات المساندة. إدارة المدينة إن إدارة مثل هذه المدينة وهذا المشروع الجبار تستلزم توفير الكوادر البشرية المؤهلة ضمن مناخ يساعد على رفع الكفاءة الإنتاجية؛ لذا تم تصميم مبنى إدارة المدينة بشكل يضمن تلبية الاحتياجات التخطيطية والوظيفية كافة؛ حيث يتكون المبنى من (طابقين)، يضم الأرضي منها صالة الاستقبال والانتظار، وصالة أخرى مجهزة بشاشة عرض تعريفية بنشاطات المدينة وأقسامها. أما الطابق الأول فيحتوى على مكتب مدير مشروع مدينة الخير وجميع الإدارات المساندة التي تحتاج إليها المدينة, ويبلغ المسطح الإجمالي للمبنى 910م2. سقيا المدينة مشروع في ضخامة مدينة الخير متعدد المرافق ومترامي الأطراف يحتاج إلى إمداده بكميات هائلة من المياه, تفي باحتياجاته الحيوية والاستثمارية؛ لذا خُصّص جزء من أرض المشروع لإنشاء بئر ارتوازية، تم اعتمادها بعد إعداد البحوث والدراسات واستشارة المختصين. وستعمل إدارة المدينة على تنقية المياه من الشوائب بعد استخراجها من جوف الأرض عبر محطة للتنقية، وستُحفظ بخزانات كبيرة مصممة لهذا الغرض, وسيرتبط الخزان الرئيسي بالخزانات الفرعية في مرافق المدينة بواسطة شبكة توزيع تعمل وفق آلية دقيقة بحيث يتم التشغيل التلقائي للبئر في حالات الطوارئ كالنقص في إمدادات شبكة المياه الخارجية. البنية التحتية يتوقف نجاح أي مشروع على عوامل عدة، أهمها وضوح الرؤية وتحديد الأهداف مع التخطيط السليم والتصميم الدقيق. ولا شك أن البنية التحتية أساس أي مشروع؛ حيث تمثل الشرايين والأوردة التي تغذيه باحتياجاته الحيوية (الماء - الكهرباء - الاتصالات - الشبكات - أنظمة المراقبة - الصرف الصحي - السفلتة - الأرصفة - الأسوار - الإنارة - المسطحات الخضراء)؛ لذا عملت إدارة المجمع بجدية على إعداد المخططات الهندسية والتصاميم المعمارية بحيث تتوافق مع الاحتياجات الضخمة والمعايير العالية المستهدفة في جميع مرافق المشروع. ودعا الشيخ الشاوي رجال الأعمال والموسرين إلى دعم المشروع الذي سيعود بالنفع على الكثير من الأسر المستفيدة من برامج المجمع الخيري، التي تتجاوز ال40 برنامجاً خيرياً، إضافة إلى كونه مساهمة في التنمية الحضارية للمنطقة؛ بوصفه مشروعاً رائداً في مجال العمل الخيري. سائلاً العلي القدير أن يتقبل صدقات المحسنين، وأن يبارك لهم في أموالهم، وأن يخلف عليهم بالبركة في الدنيا والآخرة.