واصلت القوات السورية النظامية الثلاثاء عمليات القصف واطلاق النار على مناطق عدة في حمص وادلب ودرعا، ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطين، في اليوم الثاني من مهمة مراقبي وقف اطلاق النار الدوليين في سوريا. في درعا (جنوب)، قتل شخصان واصيب العشرات نتيجة قصف على بلدة بصر الحرير مصدره “القوات النظامية السورية التي تحاول السيطرة على البلدة”، بحسب بيان للمرصد السوري. وأشار المرصد إلى تعرض منطقة اللجاة أيضا في درعا “لقصف واطلاق نار من الرشاشات الثقيلة من القوات النظامية السورية”، وتضم منطقة اللجاة الصخرية الوعرة تجمعاً كبيراً للمنشقين. وذكرت لجان التنسيق المحلية في بيانات متلاحقة ليل الثلاثاء أن “القصف العشوائي على بصر الحرير واللجاة” بدأ قرابة الثالثة صباحاً واستُخدِمَت فيه المدفعية وقذائف الهاون “وتسبب باحراق بعض المنازل”. وسارت تظاهرة فجر الثلاثاء في خربة غزالة في درعا “تضامنا مع بصر الحرير واللجاة”، رفع خلالها المتظاهرون لافتة كتب عليها “بشرى للعالم: النظام السوري يستقبل طلائع المراقبين بقصف نوعي على حوران بصر الحرير”. وبدت في شريط فيديو نشره ناشطون على موقع “يوتيوب” الالكتروني مجموعة من حوالى خمسين شخصا قبل طلوع الضوء وهم يهتفون على وقع قرع الطبل “يا بصر نحن معك للموت”. في ادلب (شمال غرب)، قتل ثلاثة مواطنين بنيران القوات النظامية في منطقة اريحا وقرية سرجة في جبل الزاوية، وأشار المرصد السوري إلى استخدام القوات النظامية الرشاشات الثقيلة والحوامات المجهزة برشاشات وقذائف الهاون في عملياتها في ادلب. وفي حمص في وسط سوريا، يتعرض حيا الخالدية والبياضة في المدينة لقصف عنيف من الجيش. ولم يتوقف القصف على حمص رغم وقف اطلاق النار الذي بدأ تطبيقه الخميس. وبدت في شريط فيديو وزع باكرا الثلاثاء سحب من الدخان الأبيض تتصاعد من امكنة مختلفة لدى سقوط القذائف على أحياء حمص. وكان المجلس الوطني السوري المعارض ندد في بيان صدر ليل الاثنين بمواصلة القوات النظامية عملياتها العسكرية من قصف وحصار، واصفا هذه العمليات بانها “عقوبات جماعية تشكل جرائم بحق الانسانية وانتهاكاً صارخًا لوقف اطلاق النار الذي نصت عليه المبادرة الدولية العربية واستهتاراً بارادة المجتمع الدولي”. ودعا المجلس المراقبين الدوليين إلى “التوجه الفوري إلى ادلب وحمص ليشهدوا بالعين المجردة مذابح لم يتوقف النظام يوماً عن ارتكابها”. وطالب المجلس برد “حازم وعلى مستوى التحدي من قبل مجلس الأمن ومن مجموعة اصدقاء الشعب السوري ومن الجامعة العربية”. وسقط الاثنين 35 قتيلاً في عدد من المناطق السورية في اعمال عنف ابرزها اشتباكات في مدينة ادلب بين القوات النظامية والمجموعات المنشقة وقصف على حمص وحوادث اطلاق نار متفرقة. وسارت مساء الاثنين تظاهرات صغيرة تندد باستمرار اعمال العنف رغم وصول طلائع المراقبين الدوليين إلى دمشق، احداها في سقبا في ريف دمشق رفعت خلالها لافتة كتب عليها “وصلت طلائع المراقبين إلى بلد يحرقه جيشه، يا لها من مهزلة أممية”. أ ف ب | بيروت