مع تراجع مستوى الهلال بطل الموسم الماضي وتقاسم الشباب والأهلي النجومية في مشوار الدوري هذا الموسم فقد تابعنا معهما دوري خالي من العيوب - إعلامياً - فالدوري قوي والعزوف الجماهيري لا يعني تواضع المستوى والتحكيم بدون أخطاء ولا حاجة للجنة الانضباط ! و البارحة كانت مباراة ختام دوري زين ولأول مرة أشعر قبل المباراة بأن أحد طرفيها يريد أن يفوز بالقوة عبر رسائل مشحونة تبث في الشارع الرياضي من قبل متحمسين يفهمون المنافسات الكروية على أنها مسألة حياة أو موت وهي بلا شك أزمة وعي وأرجو أن تكون المباراة قد جرت بعيداً عن مثل هذا الفهم الخاطئ ! أكتب هذه السطور قبل مباراة الشباب والأهلي وأرجو أنها كانت في مستوى القيمة الكبرى لرجالات الناديين وفي مستوى القيمة الفنية العالية للفريقين وفوز الشباب - إن كان قد تحقق - هو تأكيد على تفوقه الرقمي في إحصاءات الدوري أما خسارته فهي الأولى لكنها قاصمة الظهر وفوز الأهلي - إن كان قد تحقق - هو استثمار لعطاءات الموسم القوية وتواصل نحو مستقبل أفضل وخسارته تعني العودة للمجهول فنجومية الفريق الحالية بدون بطولة إحباط لا يوصف ! الهزاع يهبط بالقادسية والديربي سار ! لم يهبط الفريق القدساوي نتيجة خطأ من الحكم المرداسي كما يشيع عبد الله الهزاع عقب خسارة فريقه أمام النصر الجمعة الماضية بل هو هبط يوم أن قدم رئيس القادسية الهزاع هداف الفريق الحاج بوقاش هدية للنصر في فترة الانتقالات الشتوية يومها استغنى القادسية عن هدافه وهو بأمس الحاجة إليه فيما لم يستفد منه النصر الذي لا ينافس على الصدارة ولا يصارع من أجل البقاء ونتيجة لهذا الخطأ الإداري الفادح هبط الفريق القدساوي وهو لا يستحق الهبوط لأنه منبع للمواهب والنجوم لكنه سيعود سريعاً فمن يتابع دوري الشباب الذي يتصدره شباب القادسية يدرك أن غيبة الفريق لن تطول بشرط أن تتولى النادي إدارة تضع مصلحة الفريق فوق أي اعتبار! أما ديربي القصيم فقد جمع كل الأخبار السارة حيث أبقى على التعاون في دوري زين مما يعني استمرار الإثارة والجماهيرية التي تصنعها مباراة الرائد والتعاون لدوري زين ولكرة القدم بمنطقة القصيم والتعاون كاد أن يلحق بالحزم الذي هبط الموسم الماضي فإدارة التعاون لم تعمل على استقراره فنياً بكثرة تغيير المدربين مما أثر في مستواه وجاء فوز الرائد في الديربي وتزايد حظوظه في التأهل لدوري الأبطال منصفاً للفريق العريق ولرئيس النادي الأستاذ فهد المطوع الرجل المثالي الذي وجد نفسه أمام مواجهات فرضت عليه هذا الموسم ومن عدة جبهات داخلية صمد في وجهها وصمد معه فريقه ليحقق آمال جماهيره ! هدف في كل دقيقة ! بعيداً عن التعصب فإن شريط الكابتن ماجد ( هدف في كل دقيقة ) هو إنجاز فريد من نوعه وتميز خاص بالكابتن الكبير يستحق الاحتفاء به لكن هذا العمل يحتاج إلى التعريف به إعلامياً بشكل موسع لأنه يتحدث عن مرحلة قديمة تفتقد للتوثيق الدقيق لعدم توفر آلياته والتصوير والإخراج التلفزيوني ضعيف ولم تكن الساعة متوفرة في كثير من الملاعب حتى أن الكابتن ماجد قال بأن بعض أهدافه لم يكن لها توقيت فتابع المباريات بساعته ليتعرف على توقيت الهدف ! وكالعادة لكل فعل رد فعل حيث علق صديق هلالي على شريط الكابتن قائلاً .. أيضاً لماجد عبد الله 106 ضربة جزاء فهل سنشاهد شريط آخر عنوانه ( بلنتي في كل دقيقة ) ؟! ماجد عند كثير من الهلاليين مثل سامي عند كثير من النصراويين الاقتناع بالمنجز الذي يحققه أحدهما غير ممكن مهما كان حجم الإنجاز لذلك الأحداث الرياضية ذات العلاقة بماجد وسامي هي الأكثر والأوسع انتشاراً في تاريخ الكرة السعودية ! ملاحظة أخيرة على شريط الكابتن وفق ما قرأت عنه حيث تم في كل دقيقة من عمر المباراة توثيق أكثر من ثلاثة أهداف سجلت في تلك الدقيقة منها أهداف لا أرى أنها تضيف شيئاً للكابتن ولا للشريط حيث تكرر توثيق أهدافه في مرمى منتخبات الهند وسيرلنكا ومكاو وفي رصيد الكابتن من الأهداف ما يغني عنها ! اختار ولا تحتار ! أكد بيان سابق صادر عن الرئاسة العامة لرعاية الشباب أن 37% من ميزانية الرئاسة مخصص لصيانة المنشآت الرياضية لكن ما شاهدناه في ملعب الأحساء في مباراة الاتحاد وهجر يوم الجمعة يؤكد .. -أن مبلغ الصيانة يصرف في تأمين مكانس ! -أن المراقبة على الصيانة غائبة ! -أن البنية التحتية تحتاج إلى تجديد وليس صيانة ! سامي يمزح ! يقول سامي الجابر إنه متفائل بأن الهلال سيفوز بكأس الملك ويتأهل لدور الثمانية في البطولة الآسيوية وأن مؤشر الهلال أخضر في نهاية الموسم ! وبرغم ثقتي بسامي وبرؤيته الفنية إلا أن الهلال الذي شاهدناه أمام الرائد وبيروزي والغرافة والشباب الإماراتي لا يدعو للتفاؤل والموسم في مراحل الحسم وجماهير الهلال لا زالت تنتظر مدرب يقنعها بإمكاناته وأجانب يصنعون الفارق في المباريات وهو ما لم يحدث بعد ! لهذا أرى أن حديث سامي هو لمجرد رفع المعنويات التي اهتزت مع اهتزاز مستوى الفريق الذي لا يكفي أن يرضي جماهيره بكأس ولي العهد بل عليه إعادة ترتيب أوراقه والعودة لهلال السحر الكروي !