صدر عن جداول للنشر والترجمة والتوزيع في بيروت كتاب بعنوان «المراثي الضائعة: مساهمة جديدة في تصحيح تاريخ فلسطين» للدكتور فاضل الربيعي، الباحث في التاريخ والانثربولوجيا المقيم في هولندا.ويواصل الربيعي - بعد كتابيه «فلسطين المتخيّلة» و «القدس ليست أورشليم» اللذين أثارا في أوساط المهتمين والقراء وعلماء الآثار والتاريخ القديم نقاشاً لم يهدأ حول بطلان القراءة الاستشراقية للتوراة، وحول الصلة الزائفة بين فلسطين وكتاب اليهودية المقدس- تقديم رؤية جديدة لما يُسمّى «الشعر العبري» ويبرهن من خلال ترجمة جديدة للنصوص العبرية من مراثي الأنبياء في التوراة، أنها جزء لا يتجزأ من تراث الشعر الجاهلي الضائع الذي كُتب بلهجة عربية قديمة. والمثير للدهشة أن القائد التي يُعيد الربيعي ترجمتها، ومقاربتها مع الشعر الديني ولغته «سجع الكهان» تتضمن أسماء أماكن ومواضع وقبائل لا صلة لها لا من قريب ولا بعيد بفلسطين، وإنها – كما تقول القصائد- في اليمن القديم!وفي هذه المساهمة الجديدة لتصحيح تاريخ فلسطين، يطوّر الربيعي نظريته عن أرض التوراة في اليمن، ويبرهن أن اليهودية ولدت هناك كدين عربي قديم، وأن التوراة لم تذكر قط لا اسم فلسطين ولا الفلسطينيين، وأن القراءة الاستشراقية – الأوربية- هي التي خلقت هذا الوهم، وساهمت في تمرري الخدعة.