في ذات اليوم الذي توفي فيه سماحة شيخنا العلاَّمة عبد العزيز بن باز - رحمه الله - أبلغت في صبيحة اليوم نفسه بقدوم مولود لم أتردد لحظة في تسميته (عبد العزيز) وذلك تيمناً باسم سماحة الشيخ - رحمه الله - وكان حبيباً إلى نفسي، وله عندي مكانة لا تعدلها مكان، فرحت أنا وأهل بيتي بذلك المولود أكثر مما فرحنا بإخوانه من قبله، وانعطفت قلوبنا عليه حدباً وعطفاً لما تعرَّض له عند ولادته من نقص في الأكسجين أثّر على صحته، وكان من نتيجة ذلك أنه لم يستطع الكلام منذ ولادته وحتى يومنا هذا، لكنه - والله - كان بركة علينا جميعاً منذ قدومه؛ فهو يتصف بالهدوء والسكون، والطمأنينة منذ باكورة سنه، لا يتسبب في أي مشاكل داخل البيت، أصطحبه معي في كثير من مشاويري لأسرّي عنه، حيث إنه يُعَدُّ من ذوي الاحتياجات الخاصة، فإذا به بركة عليّ في كل مكان أذهب إليه، حتى لقد تعوّدت أن أصطحبه في مراجعاتي في الجهات الحكومية وغيرها، وذلك لما وجدته من انفراج الأمور، وسرعة انقضائها في وجوده، ووالله إنه - حقاً - بركة علينا منذ قدومه الميمون، فكل أمورنا تقضى على خير حال وعلى أفضل وجه منذ قدوم ذلك الابن الميمون، صاحب القلب الصافي، والمشاعر الرقيقة والعطف والحنان على بقية إخوته، لذا فنحن نفرح به، ونعطف عليه أكثر من غيره تعاطفاً مع حالته. إنني لأتوجه بكلماتي هذه إلى كل والد قد يكون رُزق بأحد من الأولاد ذوي الاحتياجات الخاصة، أن يختصوهم بالرفق والحنان، والعطف عليهم، ومواساتهم في مصابهم، وليعلموا أن الله تعالى قد قسّم الأرزاق بين عباده، الأرزاق الدينية والدنيوية، فقد يكون الولد معافى في جانب، مبتلى في جانب آخر، وقد يكون الولد قد سُلبت منه نعمة ما، لكن الله تعالى قد عوَّضه خيراً منها في جانب آخر، وقد يكون الولد مشقة على والديه في جانب، لكنه يكون بركة عليهما وتخفيفاً في جانب آخر، والله تعالى ملك عليم حكيم يدبر أمور عباده بما يصلحهم في الدين والدنيا، والمهم أن نرضى بما قسم لنا، وأن نعمل بطاعته، وأن نلبس لباس التقوى والطاعة لله على كل حال، ونسأله تعالى أن يصلح لنا النيَّة والذرية، وأن يرزقنا حسن الطوية، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين.