ترغب الكثير من الأمهات في إنجاب أولاد ذكور حتى لو اضطرت إلى تكرار الإنجاب مرات عدة في سبيل إنجاب هذا الصبي خصوصا إذا كانت ولاداتها السابقة جميعها أو غالبيتها لإناث، ويبقى سبب استماتة الزوجات في سبيل إنجاب صبية مجهولا. "الوطن" التقت كثيرا من السيدات واستطلعت آراءهن حيال هذا اللقب الحصري للزوجة (أم البنات)، حيث تحدثت (أم نائل) التي قالت إنها ترى أن لقب أم البنات ألصق بهتانا بالزوجة حتى يبرر الزوج لنفسه إذا ما رغب بالزواج من أخرى، وكثيرة هي القصص التي مرت علينا وتحكي زيجات ثانية لرجال، رغبة منهم في أن تنجب له الزوجة الأخرى "الصبي" مما يترتب على ذلك من ظلم للزوجة الأولى في شيء لا ذنب لها فيه، فالأولاد والبنات من يهبهم هو الله، وأذكر قصة لإحدى أقربائي بعد أن أنجبت له زوجته خمس بنات اقترن بأخرى بعد أن يئس من أن تنجب له صبيا يحمل اسمه كما يقول، وبعد زواجه بالثانية شاء الله أن تنجب زوجته الأولى صبيا فيما رزقت الزوجة الثانية بتوأم من البنات. سعاد أم لبنتين تقول إنها تفكر يوماً أن تنجب مولودا صبيا ولو بعد دزينة من البنات فأحمد الله كثيراً على نعمة الأولاد سواء كانوا ذكورا أو إناثا، ولا أرى عيبا في نعتي ب"أم البنات"، ولم أر زوجي يطالبني بمولود ذكر بل على العكس فنحن نرى أن البنات هن أكثر حنانا وعطفا على آبائهن وأمهاتهن، ونحن سعداء جداً بالطفلتين ونحمد الله على هذه النعمة التي يتمناها كثير من الناس ولم يجدوها. هند الرابعة لثلاث أخوات تزوج والدهن بزوجة ثانية لتنجب له الصبي بعدما كان يسمع والدتهن أسوأ الصفات وأنها لا بركة فيها، وهي السبب في عدم مجيء هذا الصبي المنتظر وبالفعل كما تقول هند رزق والدي بالصبي ولكنه معاق ذهنيا وجسديا، وبعدها ندم أشد الندم على ما اقترف تجاه أمي. منى ممرضة في أحد المستشفيات تحكي الكثير من القصص لأزواج وكيف تكون ردة فعلهم قاسية تجاه زوجاتهم إذا ما علموا أنها تحمل في أحشائها أنثى أو عند ولادتهن، وتضيف منى أنه مرة وصلت بأحدهم أن تمنى الموت لزوجته وابنته معا ورفض حتى النظر إليها، وعلمت فيما بعد أن ترتيب هذه المولودة هو الثامنة بعد سبع ولادات جميعهن إناث، وخرج من المستشفى وهو يزبد ويرعد ويهدد بالزواج من أخرى بعد أن صبر على أم البنات كثيرا ولم تأت له بالصبي. ذكرت إحدى السيدات كذلك قصة مؤثرة عن امرأة تركها زوجها معلقة لأنها لا تنجب إلا البنات وذلك بعد أن رزقهن الله بثمان من البنات وبتشجيع من أهله تركها واقترن بزوجتين غيرها لتنجبا له البنين وبعد سنوات طويلة تلك السيدة التي عوقبت لذنب لا يد لها فيه اعتلت بناتها مناصب مرموقة ونجحن في حياتهن العلمية والعملية ورفعن رأس والدتهن التي أحسنت تربيتهن، ودار الزمن وبعد أن تدارك إلى سمعهن عن طريق أقاربهن أن إخوتهن الرجال يعاملن أباهن معاملة سيئة وقاسية ذهبن إليه وقررن أخذ والدهن للعيش معهن وكان هذا أشد إيلاما لأبيهن الذي ظلمهن لا لشيء إلا لأنهن إناث. من جانبه ذكر الأخصائي النفسي في مستشفى الصحة النفسية في بريدة الدكتور بلال محمود أن الفتاة التي تنشأ في بيئة وهي تعلم أنه لم يكن مرغوبا بها تصبح حانقة على الذكور مستقبلاً وتشعر بالاضطهاد وتكره الرجال بشكل عام وترفض فكرة الزواج لأنها ترى أن جميع الرجال كوالدها القاسي، وتكون حساسيتها مفرطة لنظرتها لنفسها أنها مهملة بالحياة بسبب التقليل من شأنها. كما توكد أخصائية النساء والولادة الدكتورة عبير عبدالدايم أن البويضة الملقحة تحتوي على 22 زوجا من الصبغيات الجنسية مع زوج من الصبغيات الجنسية، وتعتبر نطاف الرجل هي المسؤولة عن تحديد الجنس وهذا ما ذكره القرآن قبل 14 قرناً.