لقد نالت المرأة السعودية حقوقها المشروعة كاملة، حقها في التطبيب والتعليم لأعلى وأرقى المستويات العلمية، وحصلت على العمل الذي يناسبها علماً ودراية وطبيعة، وتبوأت المقاعد الرئاسية في العديد من منظمات المجتمع حتى المناصب الوزارية. هذا في القطاع الرسمي في آلية الدولة، وكذلك في القطاع اللارسمي - النشاط الأهلي - فقد أتيح لها الفرصة كاملة، والحق أنها أبلت بلاءاً حسناً في هذا القطاع تحمد عليه، إلا أنه ثمة بعض من الحقوق مؤجلة لأمد قريب أو بعيد لا نعلمه، وإن كنا نأمل أن يكون قريبا وقريبا جداً؛ فالحاجة ماسة وضرورية على طريق التقدم الذي تحرزه المملكة على كافة الأصعدة نظراً للحاجة لوضع سياسة علاجية للظواهر الاجتماعية المصاحبة لمسيرة التقدم وما يحوط بها من مشكلات يتوجب وضع قواعد وآليات منظمة للمواجهة الآمنة. وتتوقف درجة إحراز النجاح في مواجهة الظواهر السلبية والمشكلات المصاحبة على مدى التفاعل مع الاحتياجات الأساسية للمرأة، وإدراك مطالبها حتى تكون فاعلة في تحقيق الأهداف المرجوة منها. والجدير بالذكر أن النجاح والإحساس بطعم النجاح يدفع لاستمراريته وينبغي حيال ذلك التوافق العام معه والقبول المجتمعي لوضع النجاح والرضا بالمضي فيه لإرضاء قيم التكاملية ما دامت الغاية هي الارتقاء بتلبية مطالب المرأة وطموحات المجتمع؛ حيث العبرة في ذلك هي قناعة المجتمع بقدراتها على التصدي للتحديات والتعامل مع المشكلات بفاعلية لإحداث التغير المطلوب منها. والرأي لدينا أن هذا الأمر يرتبط ارتباطاً وثيقاً بتدعيم البناء الاجتماعي خاصة في تلك المرحلة التي تعج بمشكلات المحيط وفي الواقع العالمي المعاصر، والذي يقتضي وضع الأولويات والمصالح التي تتفق مع المذهبية والتشريع وما ينتج عنها من أسس علمية ونظامية تعبر عن موضوعية حاجات نصف أعضاء المجتمع والإلمام الكافي بأهمية تلبية الحاجات ومعالجة مشكلاتها وتوابعها. فضلاً عن حفز صاحبات كريزما الإبداع وهن كثر في مجتمعنا في شتى مجالات الإبداع، وقد حبا الله بلدنا بطاقات إبداع مختلفة أثرت الثقافة والفن والأدب والعلم وغيرها، ومن حسن القول إنه لم يكن قاصراً على المملكة وحدها بل امتد الإثراء لينتقل للكثير من دول العالم. وعسانا نأمل أن تتبنى إحدى الجهات العلمية والشبابية مركزاً للكشف عن ذوي المواهب ووضع مخططات صقلها وتنميتها مع وضع الأطر الثقافية وآليات الممارسة الصحيحة الملتزمة بقواعد ومبادئ ومعطيات الشريعة الإسلامية وحضارة وتاريخ وثقافة الدولة السعودية العريقة التي تحظى باحترام وتقدير العالم كله شرقه وغربه؛ لما يحظى به من مكانة عالية في احترام حقوق الإنسان والمرأة والطفل. هذا ونحن نعلم علم اليقين أننا نعيش عصر «النانوتكنولوجي» و»الهندسة الوراثية»، وامتداد نواتجه في التكنولوجيا والطب والإلكترونيات، إلى مختلف الصناعات والمعالجات.. فإلى أين؟