شنت القوات السورية أمس الخميس حملة اقتحامات ومداهمات بينما تواصلت الاشتباكات بينها وبين المنشقين في عدد من مناطق البلاد, رغم إعلانها عن بدء سحب قواتها، فيما ينتظر المبعوث الدولي كوفي عنان وقفاً شاملا لإطلاق النار خلال الساعات ال48 ساعة التالية للعاشر من أبريل. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 12 شخصا قتلوا أمس الخميس في أعمال عنف في مناطق عدة في البلاد. ففي ريف دمشق، قال عضو مجلس قيادة الثورة أحمد الخطيب «وصلت تعزيزات للقوات النظامية بعد منتصف الليل إلى دوما، وبدأت الاشتباكات قرابة الساعة الثانية واستمرت ساعة ونصف تقريباً». وأضاف الخطيب أن عملية اقتحام دوماً «هي الرابعة خلال ثلاثة أشهر»، أن «القوات النظامية تجتاح المدن بأعداد كبيرة من الجنود والآليات وتتمركز في الشوارع الرئيسية متجنبة دخول الأحياء ولا تلبث أن تعود وتنسحب منها لتنفذ عمليات في مدن أخرى تشهد احتجاجات». وأفادت لجان التنسيق المحلية عن اشتباكات بين الجيش ومنشقين في حرستا. وفي ريف حلب (شمال)، قال المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي «بدأت الحملة العسكرية المتوقعة لإخضاع ريف حلب ليلا بقطع كافة وسائل الاتصال عن ريف حلب الشمالي (عندان وحريتان وبيانون)، ثم انطلقت التعزيزات العسكرية من محيط مدينة حلب إلى الريف». وأشار إلى «وقوع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية وعناصر الجيش السوري الحر استمرت حتى أمس الخميس وحدثت انشقاقات في صفوف الجيش النظامي». ولفت إلى حركة نزوح كبيرة عن المناطق الساخنة. واستمرت الاشتباكات والقصف على مداخل بلدة عندان التي تعرضت لقصف بالقذائف في ظل محاولة القوات العسكرية السورية اقتحامها. وفي ريف حمص (وسط) ذكر المرصد أن أربعة أشخاص قتلوا جراء القصف المدفعي للقوات النظامية على مدينة الرستن. وعلى الحدود التركية السورية, دخل أكثر من ألف لاجئ سوري إلى تركيا خلال الساعات ال24 الأخيرة، حسبما أفاد مصدر رسمي أمس. وأوضح المصدر أن 1043 لاجئا وصلوا إلى تركيا هربا من أعمال العنف في بلادهم، ما يرفع عدد اللاجئين الذين يؤويهم هذا البلد إالى 20900 لاجئ. من جهة أخرى, وافقت السلطات السورية أمس على زيارة اللجنة الدولية للصليب الأحمر «لأماكن الاحتجاز»، حسبما أفاد بيان للجنة. وذكر البيان أن «وزارة الخارجية والمغتربين وافقت على الإجراءات المحددة لزيارة أماكن الاحتجاز (في سوريا)»، مشيرا إلى هذا الاتفاق «سيوضع موضع التنفيذ في زيارة تقوم بها اللجنة الدولية للأشخاص المحتجزين في سجن حلب المركزي» دون تحديد تاريخ الزيارة. وقال المتحدث باسم اللجنة هشام حسن إن المسؤولين السوريين وكلينبرجر توصلوا إلى اتفاق على إجراء تطلب اللجنة بموجبه وقف القتال في منطقة ما لإجلاء الجرحى وإدخال إمدادات.