بكثير من الألم وأضعاف ذلك من السخرية أتابع ذلك الإسفاف الإعلامي الرياضي الصادر من دكاكين التهريج الفضائي المليء بالغوغائية المتخم بالعبارات المؤذية للمشاعر المثيرة للاشمئزاز من خلال تلك البرامج التي أصبحت أكثر من الهم على القلب المتشابهة في الشكل وفي الإطار وحتى المضمون لدرجة لا تستطيع معها أن تفرّق بين هذا وذاك سوى من خلال عنوانها أو وجوه المشاركين فيها والتي غالباً ما تكون من فئة «عكوز بكوز» من «المسولفجية» و «الحكواتية» من المتعصبين والمأزومين من أصحاب مؤهلات طولة اللسان وقلة الذوق. أقول أتابع ذلك فتزداد قناعتي بأن هناك بالفعل من كان ينتظر سقوط كرتنا وتعثر رياضتنا لتحلو له الأجواء ليقول عنها وفيها ما يشاء! ومما يؤسف له أنهم محسوبون على الإعلام الرياضي السعودي وهم في الحقيقة لا يمثّلون سوى أنفسهم! - لا أحد ينكر ما تمر به كرتنا السعودية من انحدار في المستوى كانت محصلته واضحة جلية في نتائج منتخباتنا الوطنية بكافة فئاتها، لكن من غير المقبول أن يستغل هذا الوضع كوسيلة للإثارة والبلبلة وتصفية الحسابات وتلفيق الافتراءات بلغة غير بريئة لها أبعاد أخطبوطية يندى لها جبين المدرج خجلاً كما أنه من غير المعقول أن تكون رياضتنا السعودية هي المادة والمحور الرئيسي لذلك الردح والتهريج الفضائي بدعوى حرية الكلمة والرأي فهذا ما لا يجب السكوت عليه، بل وأصبح من الضروري العمل على إيقاف عبث هؤلاء الذي أصاب أخلاقيات المهنة في الصميم! - ولأن الإعلام الرياضي كما أفهم - ولا أعتقد إلا أنكم كذلك - جزء من منظومة الإعلام الوطني بشكل عام الذي هو إحدى أهم ركائز الأمن واستدامة الاستقرار واستمرارية العمل والبناء متى ما قيّض الله له من يستشعر أمانة الكلمة ويعي أبعادها فأني أتساءل: إلى متى نظل هكذا؟! فهلاَّ يرعوي هؤلاء؟! وسلامتكم.