كشف تقرير أعلن عنه جورج جيونسكي المبرمج الذي عرف عنه تتبعه لثغرات منتجات مايكروسوفت والتشهير بعيوبها، عن ثغرة في متصفح مايكروسوفت الأخيرة 5,5 وتحديداً في امكانية استغلال المخترقين لمجلد ملفات الانترنت المؤقتة، ومن ثم الحصول على معلومات خاصة بالمستخدم, وقد تتراوح هذه المعلومات ما بين التعرف على العادات التصفحية للمستخدم، مروراً بمحتويات المواقع التي استعرضها على شاشته، وانتهاء بأخطر تلك المحتويات وهي الملفات الصغيرة المخصصة لحفظ كلمات العبور وكلمات السر والتي تمكن المستخدم من الدخول الى بريده ومواقعه على الانترنت دون الحاجة الى ادخال تلك الكلمات، مما يعني ان كل ما يخص المستخدم على الانترنت قد يصبح يوماً ما عرضة للعبث والتعدي من قبل الآخرين. وظهور هذه الثغرة ليس بالأمر الجلل ولا الخرق التقني المذهل الذي يدعو لتبجيل قدرات هذا المبرمج أو السخرية من منتجات مايكروسوفت أو التقليل من جودتها، وسبب ذلك ان منتجات مايكروسوفت في الجملة لا تخلو من أخطاء من هذا النوع كغيرها من المنتجات البرامجية, وظهور ثغرة كهذه رغم الاختبارات الحذرة والمكثفة على أيدي مطوري برامج مايكروسوفت وأيادي المستخدمين المتبرعين، يمكن شركة مايكروسوفت من التعرف على عيوب برامجها وثغراتها الأمنية والتصميمية, والاعلان عن وجود الثغرة وان كان محرجاً للشركة المنتجة، الا انه لا يمثل خطراً محدقاً بكل مستخدم, فهذه الثغرة بحاجة لمن يستغلها، والذين يملكون القدرة على استغلالها أقل من أن يقلق لأمرهم المرء, الا ان الاعلان عن الثغرة في المتصفح محرج لكونه جاء ليظهر ان مايكروسوفت شركة لا تتقن صنعتها وتقدم البرامج للمستخدمين وهي لا تزال خديجة. ولكثرة أعداء شركة مايكروسوفت، فقد تشكلت جمعيات على الانترنت تتولى تبادل الخبرات والتجارب فيما يخص عيوب منتجات مايكروسوفت لابرازها للمستخدمين, وما كثرة الفيروسات التي تستهدف مستخدمي برامج مايكروسوفت سوى دليل قاطع على هذه الحرب الموجهة لمايكروسوفت، وليس الى مستخدميها, فانتاج هذه الفيروسات والتي اشتهر برنامج البريد مايكروسوفت اوتلوك بتعرضه لها أكثر من غيره من البرامج، انما تؤكد ان هذه الحرب تهدف الى تقويض انتشار برامج مايكروسوفت المجانية وتقليل ادمان الناس عليها، لدرجة قضت على آمال شركات البرامج الأخرى التي تعاني من اغراق الانترنت ببرمجيات مايكروسوفت التي لا تسمح بالمنافسة. ولا تكتفي هذه الجماعات بذلك، بل وتقدم البدائل المتاحة مجاناً في غالب الأحيان، ويبرز على رأس قائمة البدائل نظام التشغيل لينوكس ونظام بي, او, اس Beos وقد زرت موقعا خصص للترويج لنظام لينوكس وبرامجه بعدة لغات منها العربية وبصورة تؤكد العاطفة التي يحملها المتحمسون لنظام لينوكس والتي تؤججها كراهية مايكروسوفت، أو لعلنا نقول كراهية التسليم لحالة الادمان التي يعيشها غالب مستخدمي الحاسبات اليوم لبرامج مايكروسوفت. الى جانب تلك الحملات التي تزين مواقعها بشعارات مقاطعة مايكروسوفت ومنتجاتها وكذلك منتجات شركة انتل، ظهرت قوائم بريدية متخصصة لتقديم الدعم للراغبين في تسنم خطى محاربي احتكار شركة مايكروسوفت, ويبذل الأعضاء والقائمون على تلك القوائم البريدية جهوداً خارقة في سبيل اقناع المبتدئين بالاجتهاد حتى اتقان نظام لينوكس، وتقديم المشورة والمعونة لهم ليتمكنوا من التعامل مع نظام لينوكس بارتياح أكثر. وقد عجبت لهذه الروح المتحمسة التي تسيطر على مواقع دعم نظام لينوكس، وكأن دستوراً جامعاً يؤلف بينها, ففي موقع عربي، قدم صاحب الموقع دعوة مفتوحة لمستخدمي لينوكس للحصول على برنامج تحرير وثائق ليكون بديلاً لبرنامج مايكروسوفت وورد، وصدر موقعه بعنوان عريض يقول: من قال انه لا يمكن الكتابة في لينوكس بالعربية . ورغم تعقيدات نظام لينوكس، الا ان نذر نجاحه تلوح في الأفق، خاصة بعد أن كثر مستخدموه وبدأت المؤسسات والقطاعات الحكومية في مختلف دول العالم تتبنى هذا النظام في أجهزتها, ولعل فتح الرموز المصدرية لهذا النظام تسهم في توسيع نطاق استخدامه بين الحاسوبيين في العالم، وهو الأمر الذي يأخذه الكثيرون على شركة مايكروسوفت ويعادونها بسببه، لكونه يمثل احتكاراً واحداً لقدراتهم في التحكم في أنظمتهم كا يرغبون. وللمراسلة يمكنكم الكتابة الى [email protected]