عاشت الرياض العاصمة أياماً وليالي حافلة بعبق الكتب والحراك الثقافي مما صارت تألفه وتعتاده في كل عام من خلال معرض الكتاب. ذلك المعرض الذي شهد إقبالاً منقطع النظير تبارى فيه كبار السن والشباب في الوصول إلى الكتاب والحصول عليه واقتنائه على الرغم مما صار من دور للكتاب الإلكتروني أحد مخرجات التقنيات الحديثة، والذي ساور البعض الشك من خشية منافسته للكتاب الورقي.. إلا أن ما صار من مثل ذلك الإقبال الحاشد على معرض الكتاب يدل على عدم الخشية من ذلك، ولعل مرده ما صار للشباب من قدرة على استيعاب مستجدات العصر والقدرة على التعامل معها، بعدما وصلوا إليه من المستوى الراقي من العلم والمعرفة في بلد صار العلم فيه شأن الجميع بعدما استوطن المدينة والقرية من خلال شموله لجميع أنحاء البلاد، ومنذ أمد بعيد وإلى أن حطت الجامعات في شتى أنحائها.. وتلك الأعداد الكبيرة من الشباب ممن يتلقون تعليمهم في شتى الدول العالم الأكثر تقدماً.. كل ذلك من العوامل والأسباب التي أخذت البلاد إلى مآلات التطور والرقي وأخذ مكانها ومكانتها بين أكثر الدول تقدماً، كما شأن دورها المتعاظم في شتى قضايا العالم من خلال ذلك الحضور المتميز.. إنها إحدى نتائج ذلك النجاح المتحقّق لما صار من عناية بالعلم والذي كانت بدايته مع بدايات توحيد هذه البلاد على يد المؤسس الملك عبد العزيز - طيَّب الله ثراه- ومن عناية له بالعلم والعلماء إلى أن وصلت البلاد إلى ما وصلت إليه حين أصبح الكل في واحد من خلال شغف الحب للعلم والثقافة بشتى صورها.. ليأتي الكتاب وشغف العناية به وما يلقاه إحدى النتائج لذلك الواقع التعليمي المشرّف بكل المقاييس.