بريدة المقدسة قراءة في سيكلوجية مدينة سعودية تتقدم لماذا يقدس اهل بريدة بريدتهم ؟ اعني ليس التقديس الديني بل التقديس الاجتماعي المدني , لماذا هم شغوفون بها حد الثمالة ؟ سؤال شغوف بالاجابة حتى الثمالة : - - هل مرد هذا العشق لأهلها وناسها ؟؟ - ام مرده لأميرها وبهائها , اعني امير المنطقة ؟؟ - ام مرجع هذا الحب الكبير جغرافيتها وتضاريسها , شمسها وهوائها , أي احوال الطبيعة فيها . حاولت ان اجيب عن هذه الخيارات الثلاث , هكذا إنشائياً فأختار واحداً منها والبسه تاج السبب , وانتهي من شغف السؤال , لكني اخترت أن اجري فحصاً في مختبر الاقناع العقلي , فالعقل وحده سيد المحكمين. وهذا أنا اختبر الخيارات الثلاث , لأعرف ايها اقرب سبباً لهذا الهيام البريداوي لبريدة . قلت : هل مرد هذا العشق لبريدة عائد للعاطفة المجردة من اهلها وناسها , فالمعروف علمياً وتاريخياً تطواف اهل بريدة في ربوع بلاد كثيرة واقامتهم فيها طويلاً , منها الرحلات التجارية والعلمية إلى سوريا وفلسطين والاردن والعراق ومصر والسودان والمغرب وتونس وغيرها قديماً وحديثاً , فاهل بريدة إذن جوالة في مدائن عربية , يعرفون الفرق بين المدن النهرية والبحرية والرملية والجبلية والصحراوية , بل عاشوا هذه الفروق , ولم يهيموا عشقاً بهذه المدائن رغم جمالها وتحضّرها , فلا يعاودهم الحنين ولايأخذهم التبتل في نسك الحب إلا لهذه المدينة الصحراوية المشمسة , واهل بريدة عرفوا منذ القدم بنبل الوفاء وصدق الولاء لوطنهم وارضهم ومملكتهم , فهل استحال هذا الوفاء وذاك الولاء إلى ماهو اكبر , عشق مضن وتباريح وجد , فأصبح الوطن كله لقاء حبيب بحبيب , واصبحت بريدة مهوى الافئدة المتيمه بها ؟ . هل لأن بريدة مدينة جاذبة وليست مدينة طاردة , بفعل عوامل كثيرة , منها افياء التنمية الحضرية : الامنية والتعليمية والخدمية والاقتصادية , فمثلا لماذا تحرص كبرى الشركات على فتح فروع لها في بريدة ؟ , الاجابة اصبحت من بداهات العرف التجاري , لأن القوة الشرائية المتعاظمة تفتن اصحاب الشركات فيسارعون لأنشاء الاسواق الكبرى والمصانع ومستودعات التوزيع ووكالات التسويق لمنتجاتهم وبضائعهم , إذن القوة الشرائية المتزايدة في بريدة اصبحت بنداً في دراسات الجدوى الاقتصادية لأي مشروع تجاري كبير , والقوة الشرائية غالباً لاتتميز بها إلا المدن الولاّدة ذات الحركة التجارية الموّارة , تلد النشاط تلو النشاط لاتضيق ولاتتقازم , بل تستقبل بالترحاب والتسوّق والتداول كل الانشطة الاقتصادية , ذلك أن ناسها مفعمون بالفنون التجارية منذ القدم , فتأثرت المدينة بهم مثل ما تأثروا هم بها , لذلك هام اهل بريدة بها لأنها موئل لعصب الحياة وزينة الحياة وهدوء الحياة . هل لأن بريدة تحتكر مواسم الجنا , جني افضل التمور فأصبحت عاصمة التمور , وجني افضل الخضار وافضل الانعام من الجمال فمدن كبيرة مثل الرياضوجدة والدمام تغار من بريدة , لأن اسواقها تزخر بالمنتجات الزراعية الطازجة والخالية كثيراً من المعالجة الكيميائية , وهي كذلك مدينة جاذبة لمواسم الجنا في مواسم جني الكمأ والاقط والسمن البري وكل منتجات الصحراء الممطرة . وقلت في الخيار الثاني , ربما مرد عشق اهل بريدة لها آتٍ من قبل امير المنطقة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز , وسأقرأ في شخصيتة كرجل .. كإنسان , وليس كحاكم إداري , ليس بصفته الرسمية ولكن بصفته رجل فذ , لماذا قد يكون الامير فيصل سبباً لتعلق اهل بريدة بمدينتهم حد التقديس الاجتماعي , هل لأن هذا الامير وذاك الرجل يشاركهم الافراح والاتراح , ففي كل مناسبة تهنئة أو مواساة تجده حاضراً ببداهته ولطفه , لايتكلف الترسم او البروتوكول الرسمي , فيصغي ويتحدث مع الصغير والكبير , يلاطف ويمازح ويحاور , كمثقف وكصديق وكقريب وكرجل دولة , سائلاً ومجيباً يطمئن بحواراته على الاحوال كافة , في كل هذا يشارك المغمورين والمشهورين من المواطنين , العلماء والبسطاء , كبار الموظفين وصغار العاملين , لايأنف لايضجر , يقدم البسمة قبل الكلمة , هل لهذه الاخلاق القويمة والصفات الشخصية والعطاء النفسي , احب اهل بريدة هذا الامير , فشارك هذا الإنسان الامير هيامهم لمدينتهم بريدة , وبالإيحاء النفسي والمعنوي صار العشق للمدينة بأسم الأمير, أو صار حب الامير عشقاً للمدينة . أم مرجع شغف اهل بريدة بها يعود لما حباها الله من فضائل الطبيعة , فشمسها في عيونهم لاتشبه الشموس , ونسيمها وطيب هوائها في احساسهم هوهوى المتيم , وارضها وترابها ورملها العسجدي كثبان من الماس , هل لأن برها وصحرائها الباذخة العطاء , امناً وسلاماً وصمتاً وأنساً , ففي هدأة الليل إذ الليل هدا , لاتسمع إلا أنس الساري والساهر حول السنة اللهب الذهبي جمرات تعلو جمرات وحكايات تتلو حكايات ومواويل الصحراء تغني عشق مدينة , و إن أخذك صباح عسلي في اجواء ربيعية بعد أن يمن الله على الارض بعطر السماء وروح المطر , فستشهد بأم عقلك وام قلبك ناهيك عن عينك , زينة الارض وسندسها الاخضر , لتصدق لماذا يصبح الكون كلة مختصر في نبتة صحراوية , يصبح الحب لها ومنها بإسم مدينة بأكملها اسمها بريدة ... فإن كان ( لأجل عين تكرم مدينة ) فلأجل بريدة تكرم عيون . ترى أي الخيارات الثلاث اوقد كوامن العشق في ناسها , لااظنها إلا كلها مجتمعة صنعت هالة التقديس المدني لهذه المدينة السعودية التي تتقدم بشكل لايفوق التصور بل يعجز التخيل , إن من لم يحظى بزيارة بريدة قبل خمس سنوات ويزورها الآن سيروعه مدى هذا الاختلاف في الشوارع والاسواق والخدمات والنشاط العمراني والاقتصادي المتسارع , حتى لتحسب بريدة خرجت عن طورها عمرانياً وخدمياً وتجارياً وثقافياً , لذلك سيكف عن التساؤل والتعجب , لماذا يهيم اهل بريدة بها حد التقديس , هل لأنها كلما منحوها حباً وعشقاً أعطتهم أكثر , أم لأنها بريدة وبس . ******** عبدالعزيزعلي السويد [email protected] ------------------------------------------------------------------------------------------------------------ تعليقات الزوار ابو ناصر بريدة يحبها اهلها لانها الوحيدة التي لم تذعن لأحد وبقيت صامدة غير متحولة.. ابراهيم الحمر اولا اهنيء صحيفة عاجل التي تفاجئنا بين فترة واخرى بكتاب على مستوى عال جدا من القوة الادبية والفكر المميز ثانيا بريدة ياسادة هي عبق التاريخ والشموخ الاجتماعي الذي لايمكن ان ينفك مهما تعددت الاسباب ثالثا بريدة حافظت على قوتها التاريخية لانها بلد يحمل المتناقضات ولهذا لم تكن يوما بعيدة عن احوال الاخرين بريداوي ماشاء الله ابو علي في عاجل ما اصدق عيوني هلابك والله انك اخترت المكان الاميز لخدمة مدينتك ايها الرجل البارع فكرا وثقافة اتمنى لك التوفيق منى المحمد بريدة يحبها الجميع لان اهلها طيبيبن جدا وعلى نياتهم وراعين فزعه الجراح يحول ياللي ماله بريدة أيمن العبدالله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أستاذي العزيز عبدالعزيز يعلم الله إني أجيب على سؤالك قبل قراءة ماإختطته يداك الكريمتان خوفاً من تأثيره على ما إستنتجته سبباً لحبي للغااااااااااليه بريده حتى التقديس إن جاز التعبير .. أقول وباالله التوفيق .. يجبر الإنسان طلباً للعلم أو الرزق أو لضروف عائليه الإبتعاد عن الغاليه بريده . وحيث ماولا في أرجاء وطننا الحبيب يخالط ألوان الطيف من نسيج المجتمع السعودي الكريم .. من واقع تجربتي الشخصيه . هناك فئه معينه من الناس كرست جل إهتمامها تشويه سمعة الغاليه بريده زور وبهتان كذب وتدليس يلصقون بنا التهم جزافاً يحسدوننا على الهواء الذي نتنفسه لا لشيئ وإنما حقد دفين توارثوه عبر الأجيال . كل ذلك كان محفزاً لعشقي وحبي للغااااااليه بريده إلى أن وصل حتى التقديس لأني ولدة وترعرعت هنا ومارأيت شيئاً مما ينفثه الحاااااقدون والله أعلم . والآن أرجع لقراءة الموضوع بعد أن أدليت بدولي حول سؤالك بدون تأثير . تقبلوا تحياتي ناصح أنا من أهل بريدة أولاً أقول حب البلدان و الأبناء والطعام عند الجوع والماء عند العطش وغيرها من الحاجات التي فطر عليها الناس جميعاً أمر طبيعي . لكن البعض منا يبالغ في بعض الأمور ويبني من الأمورالعادية جبالا من القيم. فاشتغل بما ينفع مما خلقنا من أجله في شتى ميادين المعرفة والإصلاح ولا تشتغل بما خلق لناتضيع وقتك وأوقات الآخرين فاهم الدنيا بريدة مقدسة بشكل كبير عن اهلها لكنهم الان مشغولين بتدميرها ..!! اخو نورة نقل فؤادك حيث شئت من الهوى &&& مالحب إلا للحبيب الأولي . . بريدة يحبها أهلها لأنهم ينشرون هذا الحب في كل مكان .... فهذا الذي جعل ذلك منتشراً ... . . وإلا كلٍ يحب ديرته ....!!!! وبلاشك ؟؟ . . ولكن لأن أهالي بريدة جابوا المدن والأمصار جعلهم محط الأنظار ولاسيما في تجارة العقيلات التي آلفت وجمعت بين قلوب الجميع فهم كالجسد الواحد !!!!!!1 . . وقد قال الطنطاوي سابقاً أن أهالي نجد مثل السمكة إذا خرجت من الماء .... لابد أن تحن وتعود إليه .............. ومستحيل أن تهجره وتزهد به .... . . تحياتي للجميع عمدة بريدة ( أخو نورة الفهد ياحبيلك على هالمقال الزين يابوعلي الله يخليك لبريدة ابو معاذ رائع ابو علي ولعلها تكون بداية جديده نريد مواضيعا اخرى ......؟؟؟؟؟؟ تحياتي ابو ساري اولاً : شكراً للقائمين على الموقع اللي خلونا نقرأ لك من جديد ... ياكثر ماحنا مشتاقين لك يابو علي :. ثانياً : حب بريده ماهو حصرياً على أهل بريده بس .... كلنا بالقصيم نشاركهم بالحب هذا .. تدري ليش ... حنا بالذات نحبه !!! لأنهاتفضلت علينا برجال من ابناءها قدموا لمحافظتنا أعمالاً ستظل في ذكرى الاجيال القادمه .. ويكفي ان اشير إلى السويد أبوعلي ........ البليهي فهد... فهد ....فهد.... المحيسني أبو صالح ........... من اجل هولاء ..ولما ذكرت من أسباب نحب بريده .... وشكراً للجميع فهد مساء الخير.. هناك شيء مابين سطور هذه القراءة...! الامر لايتعلق بقدسية بريدة عند أهلها... ( الحدقة ) وهي حْجَرة وبيوت من الصفيح مقدسة عند أهلها...! أتمنى أن ما قرأته مابين السطور وهما محمد عودة المحيميد سيدي الأستاذ عبد العزيز السويد السلام علكيم ورحمة الله وبركاته أرى أن حب الأوطان من قبل أهلها شيء واجب، وأعتقد أنه ورد في الأثر أن (حب الوطن) من الإيمان، ولكن يجب أن نغرس حب الوطن بمفهومه الواسع بعقول أبنائنا والأجيال القادمة. لا ينكر عاقل حنين الناس وحبهم لمسقط الرأس، وهذا شيء أأيده وأدعو له لكن يجب ألا يكون مثاتراً للتعصب والنعرات. وبداية ونهاية لا أستطيع أن أنكر حبي لبريدة، وأدعوا الأخوة المحبين لبريدة أن يترجموا ذلك عملياً فالعمل هو المحك الذي تتسابق وتتبارى به الشعوب