سكب الإخوان المسلمون ماءً بارداً بل مثلجاً على محاولات التأجيج الطائفية التي يقوم بها نظام الأسد ويروج لها الروس، فقد أكد الإخوان في مؤتمر صحفي في تركيا على لسان المراقب العام للجماعة رياض الشقفة، بأن الإخوان مع إقامة دولة ديمقراطية تعددية في سوريا، مشيراً إلى أن جماعته لا فرق لديها بأن يأتي مسيحي أو مسلم أو امرأة للرئاسة ما دام الفائز يستحق منصبه نتيجة تصويت شعبي. هذا التأكيد من أكبر فصيل شعبي في المعارضة السورية يدحض كل محاولات التشويه التي يقودها الروس للإساءة إلى الثوار في سوريا وبأنهم يسعون لإقامة نظام ديني يلغي ويقصي باقي الأطراف السورية. تأكيد الإخوان في سوريا هذا يتطابق مع هيكلية المعارضة السورية التي تضم شخصيات اعتبارية سياسية دون التعويل على انتماءاتهم الطائفية والدينية والعرقية. إذ ضمت كوكبة الناشطين السياسيين والقياديين في الثورة السورية شخصيات وطنية معروفة لم تحدها انتماءاتها الطائفية على معارضة النظام الذي يعمل على تأجيج الصراع الطائفي لتفتيت اللحمة الوطنية للشعب السوري ليتمكن من البقاء على رأس السلطة، وهناك قائمة طويلة من رموز المعارضة من شتى الطوائف. فمن العلويين يبرز المعارض النشط وحيد الصقر، والسياسي نزار نيوف، ومن الفنانين العلويين الممثلة المشهورة فدوى سليمان التي كانت تقود المظاهرات في حمص والتي تركت منزلها في طرطوس وأقامت في مدينة الثورة، حمص الثائرة، والمعارض العلوي السياسي محمد صالح، والدكتور منذر ماخوس، وأكثم نعيسة، وعارف دليله، وهناك باقة كبيرة من المعارضين العلويين الذين يعدون من الأعضاء المؤسسين للمجلس الوطني السوري وتنسيقات الثورة السورية. من الدروز تتصدر الناشطة السياسية والإعلامية ريما فليحان، إضافة إلى جبر الشوفي، كما أن الزعيم الدرزي وليد جنبلاط داعم قوي للثورة السورية الذي وقف مع الشعب السوري منذ الأيام الأولى لانطلاق الثورة رغم الأخطار المحدقة التي يمثلها «شبيحة النظام السوري» في لبنان. ومن المسيحيين يبرز المفكر والكاتب السوري ميشيل كيلو، والسياسي جورج سابا والناشط السياسي عبد نبي سطيفو. أما الأكراد السوريون فقد انضموا للثورة السورية منذ انطلاقها وشاركوا في فعالياتها من احتجاجات وتظاهرات ولم تخدعهم ما قدمه النظام من «رشاوي» في الرضوخ لطلباتهم الشرعية بالاعتراف بانتماءاتهم الوطنية وتمكينهم من الحصول على الجنسية السورية. وهناك شخصيات سياسية قيادية كردية في المجلس الوطني السوري ومنهم صلاح بدر الدين كردي. هذا التنوع والتعدد من قبل المعارضين السياسيين والناشطين الفاعلين في الثورة السورية يؤكد أن الأمر ليس محصوراً وقاصراً على المسلمين من أهل السنة مثلما يروج لذلك النظام السوري، ويعضده في ذلك الأنظمة الطائفية في إيران وعملاؤهم في لبنان والعراق، ويتبناها النظام الروسي.