تابعت آراء بعض محللي (الجزيرة) والطفرة التي حصلت في سوق الأسهم في الفترة الأخيرة، وأقول: نشهد في هذه الفترة تهافت الناس على (المضاربة) في سوق الأسهم، وحيث إن هذا السوق من الأسواق التي تحتاج خبرة ودراية بطرق المضاربة والبيع والشراء فإن التوعية للمستثمرين الصغار مهمة وضرورية. من قواعد تجارة المخاطرة يجب أن تكون ب20% من رأسمال المستثمر، أو أن تكون من أرباح تشغيلية لرأس المال، بحيث يكون رأس المال للفرد في مأمن من الخسارة. في سوق الأسهم السعودي ما زلنا نحتاج صندوق التوازن الذي تم اقتراحه منذ أعوام وكان الهدف من اقتراحه أن يحفظ أموال صغار المستثمرين ويكون وعاء لتوازن السوق. نحن نحتاج اليوم إلى صانع للسوق، لا لأن يصنع الربح والخسارة وإنما يعمل على تقليل الخسارة ومعقولية الربح؟ ولن تنتهي المضاربات المضللة. فهناك قاعدة أمنية تقول: كلما قوي الأمن ارتفع ذكاء الجريمة، لا أشك أن في سوق الأسهم جرائم مالية مثل رفع سعر سهم باتفاق مجموعة وتُسمى القروب ومن ثم بيعه على مستثمرين أفراد بسطاء، أو عمل مناورات طويلة على أسهم معينة بحيث تستقر على سعر ويأتي المستثمر الفرد ويظن أنه هذا السعر الثابت المستحق فيشتري ومن ثم يباع السهم - تصريف - من أصحابه حتى ينهار؟ هي أمثلة من غير مختص وللمختصين أمثلة أكثر. خسارة المواطنين من هذا السوق عام 2006م جروح لم تندمل بعد، وذهول العقول لم تصح بعد. ولو لاحظنا سوق المناخ في الكويت 1982م وما حصل فيه من فوضى في البيع والشراء نجد أن الناس لم تنسه وبقي إلى اليوم واعظاً لهم ودليلاً في ثقافة تجارة المخاطرة بل كان بعده ضبط للسوق من الفوضوية والاضطراب. عندنا مشكلة وهي دغدغة مشاعر الجيل الجديد من الشباب لإدخاله لسوق لا يحسن التعامل معه وهنا يجب أن يقف لها المسؤولون بالمرصاد. المواطن المأزوم يتخيّل أنه سيشتري أسهماً ب100 ألف ريال لتصبح مليون ريال بأسرع وقت، لأنه يرسم في ذلك تحقيق بعض أحلامه، فالمحتاج أعمى والسارق مبصر دائماً. ينتظر من هيئة سوق المال أن توافق على إنشاء صناديق آمنة للأفراد تقارع صناديق الأسهم الكبار كصندوق التوازن الذي طرحت فكرته من سنوات، يفترض ألا يزيد ارتفاع السهم يومياً عن 3% ولا ينقص عن 2% وهكذا، لأن هذا سيكبح جنون ارتفاع أسعار الأسهم. هناك توصيات الأسهم التي تأتي من مصادر مجهولة برسائل للهواتف الجوالة، فأين دور الاتصالات في كشفها وتوعية المواطن من مجهولية مصادرها؟ عندنا للأسف لا يوجد دور للإرشاد الاستثماري للمواطنين، نحن نعرف أن هيئة سوق المال لا تريد أن يئن المواطن سنوات أخرى من خسارة متوقعة له، إذاً فالإنقاذ واجب والتوعية الوقائية أشد وجوباً، ارتفاعات السوق المتسارعة تعمي البصير بالاغترار به، لماذا لا تحذر الهيئة من الدخول في السوق في أوقات الخطر خصوصاً إذا ارتفع السهم لسعر غير منطقي؟ لو تصع الهيئة مثلا ألواناً مضيئة على اسم السهم أخضر بمعنى قابل للشراء للاستثمار، برتقالي الحذر، أصفر خطر، أحمر خسارة وهكذا.. ما أسرع الخسارة وما أبعد الربح وما أجمل الخيال وما أصعب الحقيقة وما أسهل الهدم وما أكلف البناء. وفي النهاية أنت أيها المواطن لك عقل ورأي واستشارة فلا تورِّط نفسك وعليك تحمُّل نتيجة قراراتك الاستثمارية. خالد بن محمد الشبانة الرياض