قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : »آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان». وبما أن هذه علاماته فمن العجب ألا نكتشفه بسهولة، حيث نجد المنافق كذاباً مفترياً مريضاً بحب نفسه والإعجاب الشديد بما تقترفه، مفتخراً بخلقه الدنيء وطبعه الوضيع، لأنه ممن يستطيعون (اللعب بالبيضة والحجر)، فهو العاشق للفرقة والساعي للشتات، أكثر ما يؤذيه أن يرى الناس على وفاق، فتجده يحيك المؤامرات والدسائس بنعومة أفعى. وإني لأستغرب أن يمكنه أحد من سر أو أمانة إذ لا عهد له ولا أمانة، وإن أعطاك المواثيق والعهود، لأنه صاحب نفس كما قال المتنبي: (فمن عهدها ألا يدوم لها عهد). يقول أحد الشعراء عن أمثاله: يعطيك من طرف اللسان حلاوة ويروغ عنك كما يروغ الثعلب إذا انفرد بك أظهر لك أنك الوحيد الذي اصطفاك بمحبته وثقته، وأقسم لك بأغلظ الإيمان أنه صادق بمحبته لك وبما يروي، وإذا انطلق بالحديث وجدته ثرثاراً مهذاراً مشوشاً ينتقل من موضوع الى موضوع دون مقدمات، والقاسم المشترك في حديثه تناول أعراض الناس، فالجميع في حديثه نسخة واحدة لعدد كبير من التافهين الذين لا هم لهم إلا إرضاءه مع أنه أدنى من ذلك بكثير إذ لا يملك ما يدعي أن الناس يسعون إليه من أجله، فبضاعته الوحيدة هي النفاق الغبي، فالذكي من لا يكتشفه أحد، ومثل ذلك الدعي يظن أنه إذا مرر بعض ألاعيبه على عدد قليل من الناس بعض الوقت صدق أنه يستطيع ذلك كل الوقت مع كل الناس. أذكر أن أحد الأصدقاء انفرد به تافه شبيه بمن سبق الحديث عنه في اجتماع دوري خاص قائلاً له: إن في من يضمهم مجلسنا من يكرهك بشدة وبحكمة! رد عليه الرجل برد أسكته وجعله يبتلع لسانه قائلا: أرجو عدم ذكر اسمه لي، فالجميع لم يظهر لي منهم ما يدل على ما تقول، وأخشى أن يكون بيني وبين من تعني رابط مودة أخشى أن ينقطع. وقفة - ل عبد الله بن سبيّل: لا ساعفت راعي النمايم بدنياه لعل حاله تنقرض ما تعوده يا أهل النمايم من عمل عمل يلقاه في ماقفٍ يوم الجوارح شهوده