فتح باب الترشح في 10 مارس الجاري بواقع 100 مرشح كل يوم تقريباً، معظمهم من الشخصيات المغمورة التي لجأت لهذا الإجراء طلباً للدعاية والشهرة، والقليل منهم يسعون بجدية للترشح للمنصب، وفيما لقي هذا الإقبال الكبير على الترشح لانتخابات الرئاسة ترحيب البعض بوصفه شيئاً إيجابياً يحدث في أول انتخابات رئاسية في مصر بعد الثورة، إلا أن الكثيرين رأوا في ذلك إساءة لمنصب الرئيس وهيبته. والغريب أن بعض هذه الشخصيات تمتهن أعمالاً ربما لأول مرة في التاريخ يجرؤ أصحابها على التفكير في الوصول لمنصب الرئيس، فقد تقدم للترشح سباك وعامل نقاشة، وفلاح، وعاملة نظافة، وكهربائي، وعامل تركيب بلاط، ومسحراتي، بالإضافة إلى مرشحين آخرين أُميين وعاطلين. وجاء أحد المرشحين لسحب الأوراق مستقلاً موتوسيكل، فيما جاء آخر وهو يرتدي «شبشب»، مما دعا البعض للتهكُّم عليه قائلين: «موش ناقص غير يحكمنا أبو شبشب». وكان من بين المرشحين شخص يحمل لقب «اللص التائب» والذي ادّعى أنه تاب عن السرقة وأنه كان يسرق ليأخذ من الأغنياء ويعطي من أموالهم للفقراء وأن هذا سيكون برنامجه الانتخابي. كما كان من بين المرشحين (تربي أو حانوتي) قال إنه سيقيم دعوى دولية بسبب الشروط التعجيزية لانتخابات الرئاسة، لافتاً إلى أنه إذا نجح في الحصول على أموال الحملة الانتخابية سيوزعها على الفقراء. وتقدم أيضاً للترشح أحد المعاقين مؤكداً أنه يمثل 10 ملايين معاق في مصر وأنه ترشح لإعادة حقوقهم إليهم. فيما ادّعى أحد المرشحين أنه الابن الشرعي للملك «فاروق الأول» ملك مصر الراحل، وأنه أقام دعوى قضائية لإثبات نسبه من الملك «فاروق الأول»، وأنه يتعهد بإرجاع الملكية إلى مصر حال توليه الرئاسة، أو حين يكون ملكًا على عرش مصر. وادّعى مرشح آخر أنه تقدم للترشح بناء على نبوءة جاءته في المنام. كما قام أحد الموظفين بالمعاش، بسحب أوراق الترشح، مدعياً أنه المهدي المنتظر وأنه حارب بالصبر المسيخ الدجال المتمثّل في حسني مبارك ومعمر القذافي وجورج بوش وبشار الأسد. وأكد مرشح آخر يُدعى «صاصا الميكانيكي» أنه واثق من الفوز وأن المرشحين الذين يحترمهم جميعاً لا يمكن أن تكون هناك منافسة شرسة بينه وبينهم، خصوصاً أنه الشخص الذي يعرفه البسطاء الذين سيدعمونه في انتخابات الرئاسة.