يقول الأمير طلال بن بدر عضو شرف النصر إن أغلب جيل النكسة كانوا من الهلال وكان يقصد بذلك منتخبنا الوطني الذي خسر (صفر/ 8) من أمام ألمانيا في مونديال 2002م رغم أن تشكيلة المنتخب يومها لم يكن أغلبها لاعبين هلاليين وإنما ضمت (أربعة) فقط من الهلال إلى جانب (3) اتحاديين، ولاعبين آخرين من الأهلي والشباب. ** إذا كنتم ستسمون هذا الجيل بجيل النكسة يا سمو الأمير، وخسارته الكبيرة حدثت من خلال مباراة مونديالية ومن أمام منتخب عالمي بلغ نهائي كأس العالم 2002م. إذن فما هي التسمية التي ترونها مناسبة للجيل الذي خسر بالسبعة (1/ 7) من أمام منتخب عربي (العراق) وكان أغلب لاعبيه نصراويين، وكابتنه لاعب نصراوي هو (خالد التركي) وتحت قيادة إدارية نصراوية أيضاً متمثلة بالراحل الأمير عبد الرحمن بن سعود..؟ ** وما هي أيضاً التسمية المناسبة للجيل الذي عجز يا سمو الأمير عن الحصول على بطولة دورة الخليج، وفشل في الوصول للمونديال (82 - 86 - 90م).. وخسر أيضاً بالخمسة (صفر/ 5) في الرياض من أمام نيوزيلندا.. وبالستة (صفر/ 6) من أمام منتخب أولمبي ألماني وبمشاركة ماجد عبد الله أفضل لاعب في تاريخ النصر؟.. بالتأكيد ربما كانت أنسب تسمية لهذه الأجيال يا سمو الأمير هي (أجيال أبو رفسة).. للأسف بعض المسؤولين أصبحوا يرددون ما يقوله المشجعون، وهذه كارثة.. (وتقولون ليش حنا ما نتطور).. ** خسارة منتخبنا (2/ 4) من أمام أستراليا هي تقريباً صورة مكررة لخسارة منتخبنا بذات النتيجة من أمام منتخب الصين في تصفيات مونديال 82م، وربما كان الفارق الوحيد أن (منتخب 82م) كان هو السباق في تسجيل هدفيه (2/ صفر) عن طريق أحمد نيفاوي وماجد عبد الله وقبل أن يسجّل المنتخب الصيني أهدافه الأربعة. ** نتحدث.. ونكتب كثيراً عن ضرورة الخصخصة ووجود الأكاديميات والاهتمام أكثر بقطاع الناشئين وتفعيل دوري المدارس من أجل أن نرتقي بمستوى الكرة السعودية، لكننا ننسى مشكلة أخرى كبيرة لا تقل أهمية، وهي مشكلة الانفلات الإعلامي المحتقن (فضائياً) والتي جعلتنا نعيش وسط مجتمع كروي صاخب ومتوتر وملوث ولا يعين على معالجة السلبيات وتحقيق أي نجاحات. ** ولهذا علينا أن نحرص على معالجة هذه المشكلة الإعلامية المحتقنة مثل حرصنا على معالجة مشاكلنا الأخرى من أجل إيجاد بيئة كروية نقية وتميل للهدوء وتعين على تجاوز سلبيات الماضي وبالتالي عودة منتخبنا الوطني والكرة السعودية إجمالاً إلى جادة التميز والنجاحات. النصر.. وإنجازات المنتخب ** ماجد عبد الله من نجوم الكرة السعودية الذين نعتز بهم، ولكن يثير استغرابي أولئك الذين يزعمون أنه كان أحد أهم النجوم الذين ساهموا في وصول منتخبنا لمونديال 1994م، ومنبع استغرابي يكمن في أن (ماجد) ومن خلال المباريات التي خاضها منتخبنا في التصفيات الأولية والنهائية لذاك المونديال وكان عددها (11) مباراة لم يشارك إلا في (مباراتين) أمام ماليزيا (3/ صفر) وسجّلها أحمد جميل وماجد هدفين.. وأمام الكويت (2/ صفر) وسجلها العويران وماجد، إضافة إلى (شوط واحد فقط) أمام اليابان (صفر/ صفر).. ** أما الثماني مباريات (ونصف) التي لم يشارك فيها ماجد، فيكفي أن نذكر من بينها تلك المباريات الأربع الصعبة والقوية.. أمام كوريا الشمالية (2/ 1).. وكوريا الجنوبية (1/ 1).. والعراق (1/ 1).. وأخيراً مباراة التأهل أمام إيران (4/ 3).. مع العلم: بأن الأسماء التي ضمتها قائمة المنتخب السعودي في التصفيات الأولية والنهائية لمونديال 94م لم يكن من بينها أي لاعب نصراوي باستثناء ماجد عبد الله فقط (كان مصاباً) وقبل أن يتم استدعاء (الهريفي) لكي يشارك في المونديال. ** ومن هنا يتضح: أن وصول منتخبنا إلى مونديال 94م لم تتجاوز مساهمة لاعبي النصر فيه وتحديداً ماجد عبد الله سوى نسبة (5%) وربما أقل من ذلك، وإذا أخذنا بعين الاعتبار أيضاً أن مباراتي ماليزيا والكويت كانتا في الرياض والأولى منهما سهلة، ولأن فوز منتخبنا حتى لو بنتيجة (1/ صفر) من خلال كل مباراة كان كافياً وهذا ما تحقق من خلال هدف أحمد جميل أمام ماليزيا.. وهدف العويران أمام الكويت. ** حتى في تصفيات مونديال 98م لم يكن يتواجد مع المنتخب سوى لاعب نصراوي واحد هو إبراهيم ماطر مع مشاركة محدودة جداً جداً لمحيسن الجمعان.. وكذلك في تصفيات مونديال 2002م (إبراهيم ماطر فقط). وفي تصفيات 2006م كان سعد الحارثي هو اللاعب النصراوي الوحيد.. فأي مساهمة فعَّالة يقولون عنها.. أو حتى دور مباشر للاعبي النصر في تحقيق أفضل الإنجازات للمنتخب السعودي؟ ** في أغلب الأوساط النصراوية (ما لهم شغل) إلا ماجد عبد الله هو أكثر لاعب سعودي سجّل أهدافاً مع المنتخب.. ليتهم يتحدثون ولو مرة واحدة عن البطولات التي ساهم في تحقيقها خلال مسيرته الكروية.. لأن البطولات أهم، ومقياس كبير للتفوّق والتميّز.. أم أن ماجد لم يعد لديه إلا ميزة تاريخية واحدة وهي أنه كان الأكثر تهديفاً. ** المنتخب السعودي حقق بطولات.. وإنجازات (13) مرة.. وهي (لوس انجلوس 84 - آسيا 84م - آسيا 88م - المونديال 94م - الخليج 95م - آسيا 96م - المونديال 98م - العرب 99م - الخليج 2002م - المونديال 2002م - الخليج 2003م - العرب 2003م - المونديال 2006م).. مع العلم: بأن آخر (10) إنجازات وبطولات للمنتخب كان دور لاعبي النصر في تحقيقها محدوداً في بعضها، ومعدوماً في بعضها الآخر.. فهل يعقل أن نقول بأن نجاحات منتخبنا لا بد أن تكون مرتبطة بقوة النصر وبنجومية لاعبيه؟ بالتأكيد لا يعقل. ** علينا ألا نجعل (قضية) من أولئك الذين أصبحوا يتمنون خسارة المنتخب، لأن من يتمنون خسارته هم فئة معينة ومحدودة وتقتصر على مشجعين محتقنين ينتمون إلى فريق واحد عانى طويلاً من النكسات والانتكاسات. ** آخر إنجاز كروي للمنتخب هو تأهل منتخبنا الوطني إلى مونديال 2006م بقيادة الأسطورة سامي الجابر. الهلال أضاع الفوز ** كان الهلال محظوظاً بالهدف الذي سجَّله الشلهوب عن طريق ضربة حرة مباشرة وإلا لربما خرج خاسراً النتيجة (صفر/ 1) لأن الهلال لا يملك هجوماً فعّالاً وقادراً على خدمة نفسه متى تأزمت الظروف.. ويبقى المثير للاستغراب هو عدم الزج بالسويدي وليهامسون كمهاجم سريع وهنا أقصد بالذات بعد أن فتح فريق بيروزي الإيراني ملعبه في الشوط الثاني جراء نقص الهلال بعد طرد هوساوي خلال الدقائق الأخيرة من زمن الشوط الأول. ** لكن تظل نتيجة التعادل إيجابية للهلال في ظل الظروف التي واجهها، ولأن نتيجة مباراة الغرافة القطري والشباب الإماراتي انتهت أيضاً بالتعادل.. الهلال إجمالاً وبالذات في الشوط الثاني قدَّم مستوى ممتازاً، ولو كان لديه ارتداد هجومي سريع لخرج بالنقاط الثلاث بكل سهولة. ** ضرب الاتحاد بقوة في بداية مشواره الآسيوي إثر فوزه الكبير (4/ صفر) على بختاكور الأوزبكي.. والأهلي كان من الطبيعي أن يخسر من لوخيا القطري، بل كان من حسن حظه أن الخسارة بفارق هدف (صفر/ 1) وأكاد أجزم أن المسيليم لو لم يوفَّق في صد ضربة الجزاء القطرية في الشوط الأول لربما كانت خسارته أكبر.. ومبروك للاتفاق فوزه الكبير على الكويت الكويتي. ** خاتمة.. اللهم اغفر لي ذنوبي وكفّر عني سيئاتي، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين..