قرأت في عدد الجزيرة رقم 14400 في 9-4-1433ه ما كتبه الدكتور سعد بن عبدالقادر القويعي حول الأهلة والحساب الفلكي وتعليقاً عليه أقول: لقد أجاد الدكتور سعد وأفاد وغطى في مقاله جميع جوانب إثبات الأهلة القمرية في الحساب الفلكي ومقالي هذا ما هو إلا إبداء لرأيي المتواضع وهو اعتقادي أن حساب علم الفلك لا يتعارض مع تعاليم الدين الإسلامي فيما يخص إثبات أهلة الشهور القمرية والله سبحانه وتعالى جعل الأهلة مواقيت للناس والحج قال تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ} (189) سورة البقرة. وهذا يوجب على المسلمين التثبت بموجب الحساب الدقيق والرؤية النظرية بالتلسكوبات والمناظير المكبرة والمقربة إثبات الأهلة القمرية في أول كل شهر قمري لارتباطها بالعبادات وبمصالح المسلمين والله سبحانه وتعالى قدر منازل القمر ليعلم الناس عدد السنين والحساب بوضوح ودقة متناهية قال تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} (5) سورة يونس. وقال تعالى: {وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا} (96) سورة الأنعام. وقال تعالى: {وَلِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ} (12) سورة الإسراء. وقال تعالى: {الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ} (5) سورة الرحمن. كل هذه الآيات الكريمات تحث الناس على تعلم الحساب وعلم الفلك للاستعانة بهما لتحقيق رؤية الأهلة القمرية الصحيحة والرسول صلى الله عليه وسلم ربط صيام رمضان والافطار للعيد برؤية الهلال وعلل ذلك بأن الأمة في عهده أمية لا تكتب ولا تحسب فإذا زالت علة الأمية وأصبحت الأمة الإسلامية تكتب وتحسب وجب عليها الأخذ بالأسباب لاثبات الأهلة بكل وسيلة ممكنة ومنها الحساب وعلم الفلك والرؤية بالمناظير والتلسكوبات وبالعين المجردة وهذا من فضل الله الذي علم بالقلم وعلم الإنسان ما لم يعلم. محمد عبد الله الفوزان