صدر في ختام أعمال المؤتمر العالمي لإثبات الشهور القمرية بين علماء الشريعة والحساب الفلكي الذي نظمه المجمع الفقهي الإسلامي برابطة العالم الإسلامي برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - في مقر الرابطة بمكة المكرمة، البيان التالي: الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد: فإن الثابت أن لهذا الكون قوانين وسنناً تحكمه هي من صنع العلي القدير الذي خلْقه في غاية الإبداع والانتظام والإتقان. ومن ذلك خلْقُ الشمس والقمر لمعرفة المواقيت والسنين والحساب, قال تعالى: (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيم (38) وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39) لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ )(40) (يس). وقال عز من قائل: (الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ) (الرحمن: 5). وقال عز وجل: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْم يَعْلَمُونَ) (يونس 5). وقد جعل الله الأهلة مواقيت للناس لمعرفة بداية الأشهر القمرية, قال تعالى: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ) (سورة البقرة: 189). ولتعلق ثبوت الأهلة بعبادات هي من أركان الإسلام كالحج والصيام, ولأن الأشهر القمرية هي الأساس والمعيار لكثير من الأحكام الشرعية كالعدة والإيلاء والكفارات كما قال تعالى: (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا) (البقرة 234) وقال تعالى: (لِّلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِن نِّسَآئِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ) (البقرة 226)، وقال تعالى في كفارة القتل الخطأ وفي كفارة الظهار: (فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ) (النساء 92، المجادلة 4) . وقد بين رسول الله طريق معرفة دخول شهر رمضان وخروجه, وذلك بالرؤية البصرية في عدد من نصوص السنة المطهرة, منها قوله : «صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته». رواه البخاري . // يتبع //