هناك قاسم مشترك بين الفضائيات في مختلف توجهاتها لم تحسن التخلص منه أو تهذيبه على الأقل وهو فتح باب الرسائل النصية على مصراعيه مما جعله مقصدا لكثير من النساء تمارس به هواية الفضفضة ونشر أسرار البيوت كالمشاكل الزوجية والخلافات العائلية وما يحدث من توتر في العلاقات الاجتماعية فكل ذلك قابل للنشر دون تحفظ عند بعضهن والملاحظ أن صاحبة الشكوى لا تبحث عن حل بل لمجرد الثرثرة ولو كانت تطلب المشورة من أصحاب الاختصاص وبشيء من التحفظ والأدب لهان الأمر لكنها رسائل رديئة تنثر الشكاوي وأسرار البيوت على الملأ مما يشعرنا أننا بأمس الحاجة لخلق تلك الصحابية التي طرحت شكواها على الرسول صلى الله عليه وسلم بأدب تقول عائشة رضي الله عنها: إني لأسمع كلام خولة بنت ثعلبة ويخفى علي بعضه، وهي تشتكي زوجها...) فقد خفي على عائشة رضي الله عنها بعض الكلام على الرغم من وجودها معهم ولنا أيضا في موقف إبراهيم عليه السلام مع زوجة ابنه إسماعيل عليه السلام فائدة أخرى بهذا الشأن ففي البخاري (...فجَاءَ إِبْرَاهِيمُ، بَعْدَ مَا تَزَوَّجَ إِسْمَاعِيلُ يُطَالِعُ تَرِكَتَهُ، فَلَمْ يَجِدْ إِسْمَاعِيلَ، فَسَأَلَ امْرَأَتَهُ عَنْهُ؟ فَقَالَتْ: خَرَجَ يَبْتَغِى لَنَا. ثُمَّ سَأَلَهَا عَنْ عَيْشِهِمْ وَهَيئَتِهِمْ؟ فَقَالَتْ: نَحْنُ بِشَرٍّ، نَحْنُ فِى ضِيقٍ وَشِدَّةٍ. فَشَكَتْ إِلَيْهِ. قَالَ: فَإِذَا جَاءَ زَوْجُكِ فَاقْرَئِى عَلَيْهِ السَّلاَمَ، وَقُولِي لَهُ: يُغَيِّرْ عَتَبَةَ بَابِهِ...) قاصداً أن يطلقها.. فالشكوى والتذمر وفضح الزوج وعدم الوفاء له سلوك يعاب على الزوجة. ولو علم الأزواج برسائل التذمر التي تخرج من منازلهم للملأ لغيروا عتبة أبوابهم فلنحذر معشر النساء. *بريدة