رفع المشاركون في ندوة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - العلمية الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود , وسمو ولي عهده الأمين , وسمو النائب الثاني وزير الداخلية - حفظهم الله - على الموافقة الكريمة على إقامة هذه الندوة ، ودعمهم للبحث العلمي في مختلف التخصصات خاصة التخصص الشرعي الذي منه البحث في التراث العلمي لعلماء المملكة , مثمنين رعاية سمو أمير منطقة القصيم للندوة ,وحضور سمو نائب أمير المنطقة. وأكد المشاركون في بيانهم الختامي أهمية هذه الندوة مقترحين على جامعة القصيم وغيرها من الجامعات إقامة ندوات مماثلة عن علماء آخرين خاصة في هذا الوقت لتقفي منهج العلماء المعتبرين من خلال الكشف عن دقائق علومهم ، وحمايتها من التحريف والانتحال والتأويل. وطالبوا باستمرار البحث في الجهود العلمية للشيخ محمد العثيمين لغزارته وعمقه وموسوعيته، والدعوة إلى الإفادة من فرادته، إذ تميز رحمه الله بالانضباط والاطراد المنهجيين، والرسوخ العقدي، والإصابة في التلقي والاستدلال، والتحرير الدقيق لعلوم الآلة، إضافة إلى إتقان وجوه الجمع والترجيح بين الأقوال والروايات، وتجنب الخوض في المسائل الشاذة، واحترام الخلاف المعتبر، مع الحرص على الموضوعية والتجرد، حتى صار من المعدودين الذين رجعت إليهم الفتوى وتأهلوا للاجتهاد. وأكد المشاركون في الندوة أهمية تعميم منهج الشيخ محمد العثيمين في التعامل مشيرين إلى التزامه بالمنهج الشرعي في ذلك كالاشتغال بالقول دون القائل ، وعدم الخوض في النيات، والبعد عن التصنيف، والرفق بالمخالف، والحوار بالحكمة والموعظة الحسنة , موصين طلاب الشيخ والناهلين من علمه بالسير على منهجه واقتفاء أثره والإفادة من تراثه العلمي وتتبع المخطوط من كتبه وتحقيقها ونشرها. كما رأوا ضرورة إجراء مزيد من الدراسات الأكاديمية المتعلقة بمنهج وخطاب الشيخ محمد العثيمين الدعوي لتميّزه بالتوازن والوسطية والاعتدال, وإقامة دورات علمية متخصصة لبيان أسس طريقته في بناء الملكة الفقهية والعلمية بشكل عام نظراً لأن للشيخ محمد العثيمين منهجاً متميزاً في التأصيل العلم , إضافة إلى تعميم تجربة الشيخ التعليمية بوصفها تجربة تكاملية فريدة ومنضبطة امتدت ما يقرب من نصف قرن ، جمع فيها بين العطاء الأكاديمي النظامي والعطاء الاحتسابي من خلال حلق العلم في المساجد والمحاضرات والدروس ، وإشاعة علمه عبر وسائل ووسائط الإعلام المختلفة ، وحثّ الأقسام العلمية في الكليات الشرعية على تشجيع طلاب الدراسات العليا فيها على التسجيل في موضوعات متصلة بالتراث العلمي للشيخ. وأوصى المشاركون في ندوة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - بترجمة مصنفات ومؤلفات وآثار الشيخ العلمية للاستفادة منها في الدول غير العربية والإسلامية, وإقامة كرسي بحث متخصص في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة القصيم باسم الشيخ محمد العثيمين. وكانت الندوة قد تضمنت خمسة جلسات علمية حملت الأولى عنوان “ الشخصية والتكوين “ ترأسها معالي مدير جامعة القصيم الدكتور خالد بن عبدالرحمن الحمودي قدم من خلالها عدداً من البحوث لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد تناول فيه موقف الشيخ من الاجتهاد الجماعي , مبيناً مفهوم الاجتهاد الجماعي وميل الشيخ - رحمه الله - للاجتهاد الجماعي , وتناول معالي مدير جامعة الأمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل في ورقته بعنوان “ جهود الشيخ أبن عثيمين في الفقه “ منهج الشيخ أبن عثيمين الفقهي , أما ورقة البحث التي بعنوان “ منهج الشيخ بن عثيمين في التعليم الجامعي “ قدمها الدكتور عبدالله بن محمد الطيار استعرض من خلالها طريقته في التدريس وتعامله مع الطلاب. وفي الجلسة الثانية “ المنهجية العلمية “ تحدث الباحثون فيها عن منهج الشيخ العلمي في التعامل مع المخالف في السياسة الشرعية وفي أحكام الأحاديث ومنهج الشيخ في بيان مشكل القرآن الكريم وتفسير غريب القرآن , إضافة إلى جهود الشيخ في السياسة الشرعية ومنهجه في الحكم على الحديث. كما استعرض المشاركون في الجلسة الثالثة “ الموسوعة والشمول “ ترجيحات ابن عثيمين في التفسير والمعايير النقدية لمتون السنة وجهود العلامة ابن عثيمين في الجمع بين ما ظاهره التعارض من الحديث وموقف الشيخ من القراءات من خلال تفسيره , والتعارض وطرق دفعه عند ابن عثيمين تأصيلاً وتطبيقاً ، كما تناولا خلال الجلسة جهوده في بيان الشرك الأصغر والتحذير منه. فيما تناول الباحثون في الجلسة الرابعة “ التميز والتجديد “ جوانب التميز لدى ابن عثيمين في الجانب الفقهي والطبي ومعالم التميز ومنهجه في الفتوى , إلى جانب استعراض توظيف النحو في منهج الشيخ وفي تعليم العلوم الشرعية ومواقفه من الحديث الضعيف. في حين سلط الباحثون الضوء في الجلسة الخامسة على “ المشاركة والتأثير “ في الحديث عن دور التراث العلمي للشيخ في الخلفية العلمية لعلماء أفريقيا ومجالات التجديد عنده في دراسة قضايا العقيدة والنوازل الفقهية دراسة تأصيلية تطبيقية ومعالم التميز في فتاوى الأسرة إضافة إلى بيان أهم ما خالف فيه الشيخ المذهب.