بريدة - بندر الرشودي / تصوير - سيد خالد: أكد صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز - أمير منطقة القصيم - أن جامعة القصيم تعيش عصرها الذهبي بمشروعاتها الضخمة وبرامجها المتنوعة التي تتحفنا بها بين الفينة والأخرى, لافتاً إلى أن احتضانها لندوة جهود الشيخ محمد العثيمين - رحمه الله - العلمية يعد إنجازاً رائعاً ومسلكاً حضارياً لنكون دائماً بهذا الشكل حيث تقدير العلم والعلماء ومنحهم مكانتهم المستحقة راجياً أن ترتقي الندوة بما تضمه من بحوث متنوعة ودراسات متعلقة بجوانب كثيرة من جوانب الشيخ محمد العثيمين إلى المستوى الذي ننشده تجاه قامة علمية قدمت الكثير في سبيل العلم متمنياً أن يستفيد المجتمع بجميع شرائحه داخل وخارج المملكة من مضامين هذه الندوة العلمية الهامة, مؤكداً سموه أن تقدير العلم والعلماء هو ديدن هذه البلاد المباركة قيادة وشعباً في ظل توجيهات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني. وقال سموه عقب تفضله بافتتاح ندوة جهود الشيخ محمد العثيمين العلمية بجامعة القصيم مساء أمس الأول: إن جامعة القصيم تسير بالطريق الصحيح مشيراً إلى الاعتمادات الضخمة التي حظيت بها الجامعة مؤخراً متمثلة بمشروعات جديدة تتجاوز تكلفتها الإجمالية ملياري ريال كدعامة جديدة لإيجاد أرضية صلبة لهذا الصرح العلمي مرحباً في الختام بأصحاب المعالي وضيوف المنطقة المشاركين بالندوة التي وصفها بالدعامة المميزة لأنشطة الجامعة مقدراً جهود معالي مدير الجامعة وعميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية وزملائهم في مبادرتهم بإقامة هذه الندوة التي تعد لمسة وفاء من الجامعة تجاه أحد أساتذتها. كما أيد سموه مطالبة الدكتور عبد الله الطيار بإنشاء كرسي علمي خاص بالشيخ محمد العثيمين متمنياً تحقيق ذلك قريباً. وكان سموه بحضور سمو نائبه قد شهد الحفل الخطابي للندوة الذي تضمن برنامجاً خطابياً بدئ بآيات من الذكر الحكيم تلاها كلمة لمعالي مدير جامعة القصيم الأستاذ الدكتور خالد بن عبد الرحمن الحمودي ثمن من خلالها موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز آل سعود على إقامة الندوة مؤكداً أن ذلك يجسد دعمه - حفظه الله - للعلم والعلماء في هذه البلاد المباركة، مقدراً رعاية سمو أمير منطقة القصيم ودعمه مسيرة الجامعة في المجالات كافة. وقال معاليه : إن الندوة تهدف إلى التعريف بمنزلة الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله- العلمية مع إبراز تراثه العلمي من خلال تقديم دراسات علمية محكمة للاستفادة من منهجه وجهوده في خدمة العلم الشرعي. عقب ذلك ألقيت كلمة المشاركين في الندوة ألقاها الأستاذ المساعد بقسم الإعلام في كلية الدعوة والإعلام بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور الخضر عبد الباقي بيّن من خلالها أهمية مثل هذه الندوات الهادفة, مثنياً على دعم الحكومة الرشيدة لأبنائها العلماء , ومقدماً شكره للقائمين على الندوة, ومشيداً بالعلامة الشيخ محمد العثيمين - رحمه الله - كقامة علمية إسلامية يعتز بها الجميع من داخل المملكة وخارجها. تلا ذلك كلمة لمؤسسة الشيخ محمد بن عثيمين الخيرية ألقاها الدكتور عبد الله بن صالح بن عثيمين أثنى من خلالها على الدعم غير المحدود الذي يلقاه العلم والعلماء في هذه البلاد المباركة ، مشيراً إلى أن الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله درس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وتخرج على يده طلبة كثر وله العديد من المؤلفات ، مؤكداً أن الندوة تأتي في إطار الوفاء لأحد منارات العلم في بلادنا المباركة الذي قدم طيلة حياته - رحمه الله - أنموذجاً متفرداً للعالم الجليل. إثر ذلك تم عرض فيلم مرئي يحكي مسيرة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله وكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة القصيم. بعد ذلك ألقى عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة القصيم رئيس اللجنة المنظمة للندوة الدكتور مزيد بن إبراهيم المزيد كلمة بيّن من خلالها أنه شارك في الندوة عدد من أصحاب المعالي وأساتذة الجامعات من داخل المملكة وخارجها ، تتوزع بحوثهم على أربعة محاور، الأول (ابن عثيمين ومنهجه في التعليم) ويتضمن عصره ونشأته وتعليمه ومنهجه في التعليم ، والمحور الثاني يتناول (جهوده في العلوم الشرعية) ويتضمن جهوده ومنهجه في التفسير وعلوم القرآن والسنة وعلومها والعقيدة والمذاهب المعاصرة والفقه وأصوله والدراسات اللغوية ، والمحور الثالث يتناول (التجديد وجوانب التميز عند الشيخ ابن عثيمين) ويشمل مجالات تجديده في العلوم الشرعية ومعالم تميزه في الفتوى ومنهجه في الجمع والترجيح ، أما المحور الرابع فيناقش (دور ابن عثيمين في الحركة الاجتهادية المعاصرة) ويتناول أثره على الحركة العلمية المعاصرة وموقفه من الاجتهاد الجماعي ومنهجه في النوازل. وأشار الدكتور المزيد في ختام كلمته إلى أن الندوة تشمل خمس جلسات علمية ، يصاحبها معرض تعريفي بمؤلفات الشيخ محمد ابن عثيمين رحمه الله تعالى . عقب ذلك ترأس معالي مدير جامعة القصيم الدكتور خالد بن عبد الرحمن الحمودي أولى جلسات الندوة حيث تحدث في بداية الجلسة معالي رئيس مجلس القضاء الأعلى الشيخ صالح بن عبد الله بن حميد عن الجانب الفقهي لفضيلة الشيخ ابن عثيمين وموقفه من الاجتهاد الجماعي , مشيراً إلى أنه رحمه الله دائماً ما كان يرجح ما عليه الجمهور والأكثرية. بعد ذلك تحدث معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور سليمان بن عبد الله أبا الخيل عن جهود الشيخ ابن عثيمين في الفقه والبحث العلمي , مبيناً أنه رحمه الله كان يسير دائماً على منهج السلف الصالح الذي لا يخرج عن الدليل من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم مع البعد عن التعصب, كما بين أنه رحمه الله أخذ بمذهب الإمام أحمد بن حنبل ونهج منهج الشيخ عبد الرحمن ابن سعدي رحمهما الله . وقال: إن الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله كان قوي العلاقة بولاة الأمر ويحبهم وكان يرسخ الولاء للوطن في دروسه, كما أكد تقديره - رحمه الله - لأمير منطقة القصيم ومحبته له. كما أشاد الأستاذ بقسم الفقه في كلية الشريعة والدارسات الإسلامية بجامعة القصيم الدكتور عبد الله بن محمد الطيار بمنهج الشيخ ابن عثيمين في التعليم الجامعي وسيرته ومحبة الجميع له. بعد ذلك فتح باب المداخلات افتتحها سمو أمير منطقة القصيم الذي قدم عددا من المواقف التي جمتعه بالشيخ محمد العثيمين مستعرضاً بعض الصفات التي كان يتميز بها من تقديره لولاة الأمر وتقديرهم له ودقته بالمواعيد وكرمه في الضيافة التي كان يقوم بها بنفسه لضيوفه, كما كان هناك عدد من المداخلات القيمة التي أثرت الندوة. وفي الختام كرم سموه الرعاة والمشاركين فيما تسلم سموه وسمو نائبه هدية تذكارية عبارة عن مؤلفات الشيخ ابن عثيمين من الجامعة كما تسلم وسمو نائبه درعاً تذكارياً من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ثم دشن سموه معرض التراث العلمي للشيخ محمد العثيمين المصاحب لهذه الندوة متجولاً في أركانه التي تضمنت عرض الكثير من مؤلفات ومخطوطات الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-.