لم يكن صباح أمس الثلاثاء، مشمسًا يحمل لسعات البرد كبقية أيام الأسبوع السابقة. فقد استيقظ الأهالي ليجدوا ممرات الطرق المؤدية لمستشفى الملك فهد التخصصي بمدينة بريدة شبه مغلقة، وهو الأمر الذي جعل الكثيرين يتساءلون عن سر الهجمة الهائلة على المستشفي؟. ولم تقف حيرة السؤال سوى ساعات حتى بدأت نبرة الأصوات تتعالى، إذ اكتظ ما يقارب من ألفين من المشمولين بالتثبيت، وفق الأمر الملكي داخل أروقة المستشفى رجالاً ونساءً في مساحات ضيقة، الأمر الذي جعل المستشفى يعلن حالة الاستنفار أمام ذلك الجمع الذي حضر لإنهاء مسوغات الكشف الطبي وفق التعليمات الصادرة من وزارة التربية والتعليم، ونظرًا للفوضى العارمة التي أحدثها العدد الضخم داخل المستشفى وحدوث حالات من الزحام والعراك اللفظي، فقد سارعت إدارة التربية والتعليم بإشراف مباشر من الدكتور عبد الله الركيان عاجلاً بالرفع لوزارة التربية، وأخذت الموافقة لتمديد تاريخ الكشف الطبي، حيث تم التمديد لغاية الشهر الهجري الحالي. في المقابل كانت صحة القصيم، تئن من وطاة عدم التنسيق، معتبرة أن وجود مركز وحيد بالمنطقة للكشف عن السموم وهو المركز الذي يجب أن تمرّ من خلاله كافة العينات المأخوذة من المتقدمين، وعدم استطاعة المركز تحمل مراجعيه من كل مكان خارج وداخل المنطقة بالشكل المرجو، جعل الفوضى تدب الأمر الذي عجل بمفاهمة بين التعليم والصحة نتج عنها التمديد وهو التفاهم النموذجي المطلوب دومًا بين القطاعات الحكومية، مبرئة نفسها في بيان إعلامي من تهمة التقصير. لكن السؤال الذي بقي مشرعًا على كل لسان هو: كيف يمكن أن تكتفي منطقة كبيرة مثل القصيم بمركز لكشف السموم يعيش في أحد أركان مستشفى الملك فهد التخصصي، منزويًا بطاقمه المحدود وعلاوة على ذلك يستقبل عينات مناطق مجاورة كحائل مثلاً؟! وجاء في البيان الصادر عن إدارة الإعلام التربوي في إدارة تعليم القصيم: إنه بعد التعاون والتنسيق مع الجهات الصحية بالمنطقة، فقد تم تمديد فترة إجراء الفحص الطبي حتى نهاية شهر ربيع الآخر الحالي.