ذكرت الدكتورة نادية بنت إبراهيم النفيسة عضو لجنة تحكيم منافسات الدورة الرابعة عشرة للمسابقة المحلية على جائزة الأمير سلمان بن عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم للبنين والبنات، عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أن أشرف العلوم وأفضلها على الإطلاق ما كان يتعلق بكلام رب الأرباب ولما كان القرآن العظيم أعظم كتاب أنزل كان المنزل عليه أفضل نبي مرسل، وكانت أمته أفضل الأمم حملته معلميه ومتعلميه أفضل هذه الأمة كما عند البخاري في صحيحه قال صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) ولقد انتهج سلف هذه الأمة رحمهم الله هذا النهج فكانوا لا يعدلون بإقراء القرآن شيئاً، ومن منطلق هذا الحديث عُنيت هذه الدولة المباركة بهذا الكتاب المبارك وجعلته مصدراً لتشريعها قال تعالى: {وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ}، وأولته عناية كريمة ومن مظاهر هذه العناية ما قام به سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - من إقامة هذه المسابقة في حفظ القرآن الكريم بل ومنحها ما تستحقه من اهتمام ورعاية فبذل الأموال والجوائز وأمر بتوفير المواصلات والسكن المناسب للمتسابقين والمتسابقات وغير ذلك مما بذلوا جعله الله في موازين حسناتهم يوم يلقونه قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ}. وأبرزت د. نادية أن مسابقة الأمير سلمان القرآنية تأكيد إدراك عميق الأثر للقرآن الكريم في تزكية النفوس ورفع المستوى الأخلاقي للشباب والشابات وتوجيه سلوكهم، وكذلك وعياً منهم بأن الأمة اليوم في أمس الحاجة للعودة إلى المنهج القرآني القويم {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} ومن أسرار العون على ذلك ربط الناشئة به تلاوة وحفظاً وعملاً ،كما أن هذه المسابقة المباركة التي انقضى من عمرها (14) عاماً آتت ثماراً يانعات من أهمها: شد تنافس المتنافسين للإقبال على حفظ كلام الله، وارتباط الناشئة بالقرآن العظيم، وإبراز جلال وكمال كلام رب العالمين، والتآخي والتآلف بين المتسابقين ،وحفظ أوقاتهم حيث شغلوا في تعهد حفظهم. وانتهت الدكتورة نادية بنت إبراهيم النفيسة إلى القول: وإنني في هذه المناسبة أهنئهم على نيل هذا الفضل العظيم، وأهيب بهم أن يجمعوا مع حفظ القرآن الكريم ما هو الأهم في الحكمة من إنزاله ألا وهي العمل به، فإننا أمة تنزلت قيمها وأخلاقها من السماء فما علينا إلا أن نجسدها ولسنا كغيرنا ممن يصنع القيم ثم يجسدها، فلله الخير والمنة.