نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ، يرعى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة بعد صلاة عشاء اليوم الأحد الثلاثين من شهر محرم الجاري في رحاب المسجد الحرام الحفل الختامي لمسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره التي نظمتها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ، خلال الأيام الماضية وتم ترشيح (162) من أبناء الأمة الإسلامية للدخول في منافسات المسابقة وتم إجراء التصفية الابتدائية لهم في بداية المسابقة ووقع الاختيار على (118) متسابقاً للدخول في المنافسات النهائية التي أقيمت في الحرم المكي في فروع المسابقة الخمسة ، حيث شارك في الفرع الأول (13) متسابق ، و(35) متسابقاً في الفرع الثاني ، و(28) متسابقاً في الفرع الثالث ، و(32) متسابقاً في الفرع الرابع ،و(10) متسابقين في الفرع الخامس. وقد أبدى معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد المشرف العام على المسابقات القرآنية الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ ، عظيم امتنانه ، وبالغ سعادته لما تحظى بهذه المسابقة القرآنية العالمية من رعاية دائمة ، وحرص مستمر من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود حفظهما الله ، وتأكيدهما المتواصل على توفير جميع الإمكانات المادية والبشرية لهذه المسابقة التي أضحت في صدارة اهتمامات أبناء الأمة الإسلامية من الناشئة والشباب ، ومحل عنايتهم من خلال تنافسهم في بلدانهم لنيل شرف الترشح ، والمشاركة في هذه المسابقة التي ينتظم عقدها سنوياً في أطهر بقاع الله في أرضه مكةالمكرمة ، مهوى أفئدة وقلوب المسلمين في عموم أرجاء المعمورة. ووجه معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ التهنئة لجميع المشاركين في المسابقة على ما من الله عليهم من هذا الفضل العميم بالوصول إلى هذه الديار المقدسة المباركة للتنافس في أعظم ما يتنافس فيه المتنافسون ، وهو كتاب الله العظيم ،قال تعالى :]وفي ذلك فليتنافس المتنافسون[ ، وقال : إن الجميع نالوا شرف حفظ كتاب الله ، والتنافس فيه ، كما أنعم الله عليهم بأداء مناسك العمرة ، وزيارة المدينةالمنورة ، والصلاة في المسجد النبوي ، والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فهنيئاً للجميع على آلائه ونعمه عليهم ، داعياً إياهم إلى الالتزام بأحكام الكتاب والسنة في جميع أقوالهم ، وأعمالهم ، وسائلاً الله لهم التوفيق ،وأن يكونوا معلمين للقرآن الكريم ، دعاة إلى دين الله بالحكمة والموعظة الحسنة ، وإلى الوسطية والاعتدال التي أكد عليها القرآن الكريم ، والسنة النبوية المطهرة. وتحدث معالي الشيخ صالح آل الشيخ عن فضل القرآن الكريم وأثره فقال :إن القرآن العظيم هو كتاب الله المعجز بألفاظه ومعانيه وأخباره وأحكامه وآياته وبراهينه ، أنزله الله هداية للناس أجمعين ، ليخرجهم من ظلمات الشرك إلى نور التوحيد ، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة ، كما قال تعالى : ]آلر ، كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد[، وهو أعظم ما ابتغي به الأجر ، وعرف به الحق ، وهو أفضل الذكر ؛ لأنه مشتمل على جميع الذكر من تهليل وتذكير وتحميد وتسبيح وتمجيد ، وعلى الخوف والرجاء والدعاء والسؤال والأمر بالتفكر في آياته ، ولقد جاءت النصوص في فضل القرآن الكريم متواترة في الكتاب والسنة، قال تعالى :[إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية يرجون تجارة لن تبور]،وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة ) الحديث ،والقرآن الكريم كتاب الله العظيم ، وحبله المتين ، وصراطه المستقيم من تمسك به هدي ، ومن أعرض عنه ضل ، قال تعالى :[الله نزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هاد] ، والرسول صلى الله عليه وسلم قد بين فضل من اشتغل بتعلمه وتعليمه ، فقال : (خيركم من تعلم القرآن وعلمه). وأكد معاليوزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد أن الأمة الإسلامية في أمس الحاجة اليوم إلى أن تأخذ بهدي القرآن، وفي أن تكون محقة ، ومحققة للعدل ، ورافضة للظلم ؛ لأن الله جل وعلا لا يرضى الظلم على العباد ، ولا يرضى أن يكون هناك هضم لحق أناس لأجل أناس ، فالله جل وعلا يحب من أهل الإسلام أن يكونوا أهل عدل وأهل إنصاف في الغضب والرضا ، وفي القصد وفي الغنى ، وهذا من التربية العملية التي يعلمنا القرآن إياها.. وقال : إن القرآن الكريم يعلمنا أن نكون أيضاً قوامين لله شهداء بالحق ، وأن لا نكون أهل انفعال دون روية وحكمة ، والناس اليوم يحتاجون إلى أن يكونوا أهل حكمة ، وأن يكونوا أهل قوة ، والأمر بين هذا وهذا فيه درجات، القرآن علمنا أن نحتفي بصغارنا ، وأن نكرم الذين تنافسوا في سبيل الخير ؛ لأن الله جل وعلا حث على الخير بقوله :[وافعلوا الخير لعلكم تفلحون] . وشدد معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ على أن أعظم نعمة أنعم الله بها على هذا الأمة ، بل على البشرية ، هي نعمة الإسلام الذي به إخلاص القلب ،وإخلاص العمل لله الواحد الأحد ،والحجة الباقية الدائمة والمعجزة الباهرة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ،وهي القرآن العظيم ، فهو الآية ، وهو البرهان ، وهو المعجزة التي جعلها الله تعالى آية على صدق رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم قال تعالى : [قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا] كما قال تعالى :][وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون] ، فهذا القرآن العظيم في حجته الباقية ، وفي عظمته الخالدة ،هو الرحمة المهداة ، وهو النعمة المسداة ، وهو فضل الله ورحمته على البشرية جمعاء.