تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، بدأت أمس فعاليات مؤتمر (التطبيقات المعاصرة للحسبة في المملكة العربية السعودية) والمعرض المصاحب له، الذي ينظمه كرسي الملك عبدالله بن عبد العزيز للحسبة وتطبيقاتها المعاصرة وذلك بجامعة الملك سعود، بحضور معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري، ومعالي الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الدكتور عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ، وعدد من أصحاب الفضيلة ومسؤولي الجامعة والهيئة والباحثين والمهتمين. وفي بداية المؤتمر ألقى الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الدكتور عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ كلمة قدم فيها الشكر لله أولاً ثم لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - على ما بذله ويبذله من جهود عظيمة في كل ما من شأنه رفعة الإسلام والمسلمين، ومنها شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في هذه البلاد المباركة، مضيفاً أنه منذ أن تأسست الدولة على يد الإمام محمد بن سعود ومناصرته ومعاضدته للإمام المجدد محمد بن عبد الله بن عبد الوهاب رحمهما الله قامت الدولة على التوحيد وصفاء العقيدة، واستمر هذا النهج العظيم حتى قيام الدولة السعودية الثالثة حيث سار الملك عبد العزيز - رحمه الله - على نهج من سبقه في تأصيل التوحيد وتنقية العقيدة من شوائب الشرك والضلال. وأضاف: كان من أعماله الجليلة - رحمه الله- إنشاء جهاز نظامي للحسبة يتبع للدولة ترعاه وتعتني به وتدعمه واستمرت العناية بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من بعده على يد أبنائه البررة (الملك سعود والملك خالد والملك فيصل والملك فهد رحمهم الله) حتى جاء عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود، متعه الله بالصحة والعافية وأمد في عمره على طاعته، الذي شهدت فيه المملكة نهضة شاملة كبرى في شتى المجالات ونالت الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عناية خاصة واهتماماً كبيراً من مشاريع التطوير والتحديث، وتضاعف أعداد رجال الحسبة في عهده الميمون المبارك وزادت ميزانية الرئاسة وحصل الدعم للرئاسة منه - حفظه الله - الشيء الكثير الذي نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعله في ميزان حسناته وألا يحرمه الأجر والثواب له ولوالديه. وقال الدكتور عبد اللطيف آل الشيخ: إن هذا المؤتمر يعد ثمرة من ثمار كرسي الملك عبد الله للحسبة وتطبيقاته المعاصرة الذي وافق عليه خادم الحرمين الشريفين وتم توقيع عقده بين الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومعالي مدير جامعة الملك سعود، وهو باكورة الكراسي البحثية التي وقعتها الرئاسة مع الجامعات التي وصل عددها إلى خمسة كراسي كلها تخدم الحسبة وتهدف هذه الكراسي إلى إثراء المعرفة والمشاركة في إنتاج البحث العلمي في مجال الحسبة وتطبيقاتها المعاصرة والإسهام في استمرار المملكة وريادتها في تطبيق الشعيرة، إلى جانب تشخيص واقع العمل الميداني في مجال الحسبة، ورفع كفاءة القائمين على شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتطوير قدراتهم، والتعرف على مدى انتشار السلوكيات السلبية في المجتمع وكيفية معالجتها، إضافة إلى تشجيع وتنفيذ البحوث والدراسات النظرية والميدانية التي تسهم في دفع الشبهات المعاصرة حول شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وأكد معاليه أن هذه الكراسي البحثية تعد جزءاً من جهود الرئاسة في نشر ثقافة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومد جسور التواصل بينها وبين الجهات والقطاعات العلمية والبحثية بما يحقق الأهداف المنشودة واستمراراً لهذا التواصل، حيث عقدت الرئاسة العامة اتفاقات وشراكات مع الجامعات السعودية لإجراء دراسات وبحوث وحلقات بحثية وورش عمل ودورات تدريبية حققت ولله الحمد الكثير من أهدافها في الرفع من كفاءة العاملين، إلى جانب تقليص الفجوة بين الرئاسة وقطاعات الدولة المختلفة. فيما رفع معالي مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن العثمان أسمى آيات الشكر وعظيم الامتنان لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - لموافقته الكريمة على رعاية المؤتمر، مؤكداً أن تأسيس كرسي الملك عبدالله بن عبد العزيز للحسبة وتطبيقاتها المعاصرة في الجامعة يعد مؤشراً دالاً على عناية حكومة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - بالحسبة ومفاهيمها وتطبيقاتها المختلفة، وتعززت هذه الدلالة بحمل هذا الكرسي اسم الملك عبدالله بن عبد العزيز ليتأكد بذلك أن العناية بشريعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر منهج تعتمده المملكة العربية السعودية، ولا سيما أنه من أسباب خيرية هذه الأمة، وتحرص على تطبيقه بين أوساط المجتمع إيماناً منها بدور هذه الشعيرة في إصلاح حياة الأفراد، إلى جانب عملها على تحصين المجتمع ضد الفساد بكل صوره. وأشار معاليه في هذا السياق إلى أن هذا المؤتمر، يحمل دلالة أخرى على اهتمام خادم الحرمين الشريفين رعاه الله بالحسبة، وحرصه الكريم على دعمها، ورعايته فعالياتها، مشيراً إلى أبرز شواهد اهتمامه الكريم -حفظه الله- بجهاز الهيئة مبادرته الكريمة إلى دعم الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمبلغ (200) مليون ريال ضمن حزمة الأوامر الملكية الكريمة التي تفضل بها على شعبه قبل عدة أشهر.وقال الدكتور العثمان: إن هذا المؤتمر يحمل رسالتين مهمتين الأولى أن الجامعة لم تعد حبيسة داخل أسوارها بل صارت منفتحة على المجتمع وأكثر انسجاماً مع تحولات العصر ومستجداته وإيمانها بالعمل المشترك وضرورة توظيف الخبرات الأكاديمية، أما الرسالة الثانية التي يحملها المؤتمر فهي أن برنامج كراسي البحث في الجامعة بات برنامجاً فاعلاً يسهم في إنتاج بحوث علمية أصيلة تعالج قضايا اجتماعية وتساهم في رقي المجتمع عامة ورفد جهود تنميته وحضارته في كل الجوانب، كما بلغ عدد كراسي البرنامج (134) كرسياً قدمت (1358) مؤتمراً وورشة عمل، ونجحت في الحصول على (113) جائزة علمية، بالإضافة إلى تسجيل (92) براءة اختراع، وتوقيع (460) شراكة علمية، ونشر (1194) ورقة بحثية ضمن قاعدة isi. وعبر المشرف على كرسي الملك عبدالله بن عبد العزيز للحسبة وتطبيقاتها المعاصرة الدكتور سليمان العيد من جانبه عن الشكر لولاة الأمر - حفظهم الله - على عنايتهم بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقال: إنه لا أدل على تلك العناية من تسمية العديد من كراسي الحسبة بأسمائهم ومنها كرسي الملك عبدالله بن عبد العزيز للحسبة وتطبيقاتها المعاصرة. وأوضح الدكتور العيد أنه منذ أعلن عن المؤتمر تشكلت اللجان اللازمة للمؤتمر كاللجنة العليا للمؤتمر واللجنة التحضيرية واللجنة العلمية واللجنة التنظيمية ولجنة العلاقات العامة، واللجنة العلمية، ولما تم الإعلان عن المؤتمر ووجهت الدعوات للجهات الرسمية المعنية والجامعات السعودية والباحثين تلقت اللجنة العلمية للمؤتمر العديد من طلبات المشاركة سواء من الجهات الرسمية ذات العلاقة بالرقابة والاحتساب أو من الباحثين والمتخصصين، وعلى سبيل المثال من الجهات الرسمية التي بعثت بطلبات المشاركة وزارة الشؤون الإسلامية، وزارة الحج، وزارة الثقافة والإعلام، الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، ديوان المراقبة العامة، الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس، هيئة التحقيق والادعاء العام، الهيئة العامة للغذاء والدواء، وهيئة الاتصالات، إضافة إلى الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي هي شريك رئيس في إقامة هذا المؤتمر. وأضاف: أما الباحثون فقد شارك العديد من الجامعات السعودية رجالاً ونساءً بأبحاث وأوراق عمل متنوعة وفق محاور المؤتمر المطروحة، مشيراً إلى أن بعد مراجعة الأبحاث وتحكيمها تم إدراج 36 بحثاً وورقة عمل في برنامج المؤتمر الذي يتكون من ست جلسات.عقب ذلك تم تسليم الدروع التذكارية لمعالي وزير التعليم العالي ومعالي مدير جامعة الملك سعود وتجول بعد ذلك في المعرض المصاحب وثم المركز التوجيهي المتنقل التابعة للرئاسة العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وقال معالي الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: إن جامعة الملك سعود من أقوى الجامعات علمياً ووجدت من مراتبها العلمية في التنظيم الجامعي العالمي وشرف لكل مواطن والآن نستفيد من العقول العلمية لابتكارات في هذه الجامعة، معبراً عن شكره وتقديره لمدير الجامعة وإسهامه في التصريح لهذا المؤتمر العلمي الكبير وإيجاد الفائدة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأن شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تجب على كل مسلم ومسلمة ووضع تنظيم وصلاحيات لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سواءً المواصفات والمقاييس أو المخدرات أي جهاز من أجهزة الدولة التي فيها الحسبة تقوم بالعمل بها. ونوه معاليه بأن ندرس إن شاء الله إلى أن نصل إلى الأمر المعروف بالمعروف ونهي عن المنكر بلا منكر وأن نحقق ما يوصي إليه خادم الحرمين الشريفين في إسعاد المواطنين وأن نقوم على هذه الشعيرة بما يرضي الله عز وجل والنبي محمد صلى الله عليه وسلم وأن نقدم كل ما لدينا من أجل إسعاد المواطنين والدراسة المستقبلية في كيفية عمل المرأة بما يخصها.