أ. حمد آل مريع يقول إن إعجابه بالشيخ علي الطنطاوي قاده لتأليف هذا الكتاب عنه.. وهو كتاب جميل قال عنه الأديب إبرهيم مضواح. كتاب جمع بين الريادة والإجادة بوسعك أن تقارب شخصية الشيخ علي الطنطاوي من خلال كتبه، أما إذا أردت أن تقتحم عوالمه فلا يمكنك ذلك إلا من خلال هذه الدراسة المنهجية العلمية الموضوعية، التي يشهد لها - إضافة إلى الدرجة العلمية التي استحقها المؤلف بامتياز - إعجاب الشيخ الطنطاوي بعمق محتواها هذه الدراسة التي تحمل إضافة إلى قيمتها العلمية العظيمة، دليلاً على الإحاطة والمنهجية لدى مؤلفها، ودليلاً على بقاء شيمتي الوفاء والإنصاف تجاه قمة تجاهلها المتسلقون.. كثيرة هي الدراسة العلمية والأدبية المنتظرة التي ستنقب في عوالم الطنطاوي، تلك العوالم التي تنوء بتلك الدراسات ما لم تتكئ على هذا الكتاب الذي جمع بين الريادة والإجادة. وقال عنه. عبدالحميد الحسامي: يتميز الكتاب الذي بين أيدينا بقراءة السيرة الذاتية لعلم من أعلام الفقه والأدب في التاريخ المعاصر، له أسلوبه المتميز، ونكهته الخاصة، ولم يكن المؤلف أحمد علي آل مريع بعيداً عن تحقيق التناغم مع روح الأسلوب الأدبي الرفيع الذي يتواشج مع المنهجية العلمية في تحقيق الخصوصية الأسلوبية للمؤلف، الذي يقدم لنا في هذا الكتاب مادة علمية وأدبية في الوقت نفسه، في قالب لغوي قشيب يجعلك مأسوراً لجاذبيته التي تسلمك من فصل لآخر على الرغم من كثافة المادة العلمية التي تربو بصفحاتها على 750 صفحة من القطع الكبير. إن صفحات الكتاب تجعلنا نقف على الثلاثية، التي تشكل المبدع وتتأزر في صناعته، وهي: الرؤية والثقافة والموهبة وإذا كانت الموهبة هي المرتكز الأول والأسبق في الحضور لأن المبتدع يولد مزوداً بها: فإن اثقافة بمكوناتها، هي التي تجعل الموهبة متحققة وتنتقل بها من الوجود بالقوة إلى الوجود بالفعل، فالموهبة تظل محتاجة على الدوام إلى تغذية الثقافة، ليكون الإبداع ثراً ومتجدداً أما الرؤية فإنها هي التي ترتقي بالمبدع إلى ملكوت الإبداع المستنير وتوجه مسار المبدع كي لا يظل الطريق فكم من المبدعين الموهوبين المثقفين غابت عنهم الرؤية الصائبة فتردوا في السحيق، وعدت مواهبهم وثقافتهم وبالاً عليهم وعلى مجتمعاتهم فالرؤية الواضحة والموهبة وغزارة الثقافة، ويلمس القارئ تناصاً في الرؤية بين الطنطاوي وآل مربع وفي امتلاك الموهبة وغزارة الثقافة مع تفرد كل منهما في ملامح شخصية، لكن ذلك قد حقق ارتقاء في تناول المؤلف لموضوع بحثه، حيث يجد القارئ خلال قراءة الكتاب روح الانسجام والاحتفاء من قبل الباحث بموضوع بحثه ناهيك عن الإشارات اللغوية، التي تجسد إجلال الباحث للطنطاوي ولأسلوبه في ذاكرياته. إن هذا المؤلف الذي بين أيدينا جدير بالاحتفاء لأ،ه يقوم بعدة أدوار: أولها: تشكيل - إضافة في مضمار نقد السيرة الذاتية وبذلك فإنه يعد رافداً تنظيريا وتطبيقياً في هذا المضمار. وثانيها: أنه يمنحنا فرصة الاطلاع على ذكريات علم من أعلام الأدب العربي والدعوة في العصر الحديث مشفوعة بالنقد والتحليل والتفسير. وثالثها: أنه يقدم لنا نصاً أدبياً رائقاً وراقياً سواء في ما تضمنته الذكريات بأسلوبها الممتع، أو ما قدمه لنا النص النقدي للذكريات الذي تحول إلى نص إبداعي يتضمن المعرفة النقدية والإمتاع البلاغي.