سجَّلت الإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة القصيم الأسبوع الماضي نقطة تحوُّل تاريخية بتاريخ تعليم المنطقة بعد أن جسدت اتجاه وزارة التربية والتعليم مساراً واقعياً مكتمل الأركان؛ حيث بدأت الإدارة بصرف مخصصات الميزانية التشغيلية لمدارس البنين والبنات للفصل الدراسي الثاني من العام الحالي 1432ه/ 1433ه، التي تم إقرارها من قِبل وزارة التربية والتعليم في خطوة غير مسبوقة تسير نحو تعزيز صلاحيات المدارس واعتبارها منظومة إدارية ومالية وفنية مستقلة بذاتها في المستقبل القريب. وتستفيد من الميزانية 1566 مدرسة في جميع مراحل التعليم المختلفة بالمنطقة. وكان سمو وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد آل سعود قد أصدر تعميماً أقر فيه منح جميع المدارس ميزانية تشغيلية، يتم صرفها وفقاً لبنود مخصصة، في ضوء تعليمات هذا القرار، استناداً إلى أن المدرسة نواة التغيير، ومنها تنطلق الخطوة الأولى نحو التطوير، بصفتها الجهة التنفيذية الرئيسية التي تفعل توجهات الوزارة، وتجعلها واقعاً قائماً وملموساً. المدير العام للتربية والتعليم بمنطقة القصيم الدكتور عبد الله الركيان أكد أن وزارة التربية والتعليم لا تألو جهداً في إعطاء مساحات واسعة وشاملة ودقيقة للمدرسة، سواء في قطاع البنين أو البنات؛ لكي تكون رافداً مهماً وملموساً يمارس الأدوار المختلفة بالسرعة التي يتطلبها الميدان التربوي، وتُشكَر الوزارة على ذلك الاهتمام والثقة والصلاحيات المستمرة المدروسة للمدارس. مضيفاً: الميزانية التشغيلية لبنة تاريخية تستحق الشكر؛ لأن أدوار المدرسة وفق تطلعات الوزارة ستكون أكثر اتساعاً وتمثيلاً، ومن في الميدان هم رجال وسيدات تربية وتعليم يستحقون الثقة والدعم، والأكيد أننا سنرى الكثير من المخرجات الناجحة لهذا التحول، ولاسيما أنه جاء وفق دراسة واشتراطات وآليات واضحة. وقدّم الركيان شكره لطاقم العمل كافة المكلف بوضع مشروع الميزانية التشغيلية، وثمن دور ممثلي تعليم منطقة القصيم. وذكر مساعد المدير العام للتربية والتعليم بالقصيم لشؤون الخدمات المساندة الأستاذ محمد الفريح أن هذه الخطوة النوعية التي خطتها الوزارة تؤكد أن الوزارة تعتبر المدرسة منطلق التطوير الحقيقي، ومنح مدير المدرسة بوصفه القائد التربوي مزيداً من الصلاحيات؛ كي تتاح له فرصة الإبداع والابتكار. مشيراً إلى أن توجه الوزارة نحو إقرار الصلاحيات المالية لمديري المدارس يحقق أهدافاً تنشدها الوزارة من ذلك المشروع، تتمثل في تمكين المدرسة من القيام بأدوارها الإدارية، وواجباتها التربوية، التي تحقق المقاصد والسياسات المرسومة للخطط والبرامج التعليمية والتربوية، إضافة إلى تحقيق الأهداف التعليمية والتربوية المعدَّة لخدمة الطلاب والطالبات وتجويد أدائها؛ ليتم الارتقاء بالعمل لأعلى مستوى من التحسن النوعي بتوفير البيئة التربوية المناسبة. وذكر الفريح أن الخطة التشغيلية استندت في هيكلها الإجرائي والتنفيذي إلى خمسة بنود، نص عليها المشروع، ورسم لها طريقة للصرف، تعتمد على عدد الطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات، وتتمثل في بند النشاطَيْن الرياضي والثقافي، وبند المستلزمات التعليمية، وبند التدريب والابتعاث، وبند النظافة، وبند مستلزمات الصيانة. الفريح أبرز الجهود التي قامت بإنجازها الإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة القصيم بعد أن تم ترشيح عدد من كفاءاتها الإدارية والفنية في تجهيز الخطة التشغيلية للمدارس ورسم الإجراءات التنفيذية لتحقيقها واقعاً على الميدان، وذكر أن الحقيبة التدريبية التي من خلالها يتعرف مديرو ومديرات المدارس على مهامهم في الخطة التشغيلية قام بإعدادها الزميل مدير إدارة التدريب الأستاذ عبد الله الخطيب، كما أعد البرنامج الحاسوبي للخطة وآلية تنفيذها الزميل الأستاذ عبد العزيز الراشد، في حين أقرت المطبوعات الخاصة بالخطة التشغيلية من قبل الزميل الأستاذ محمد الفوزان.