حينما شرعت في بناء بيتي الحالي في منطقة النسيم بدعم سخي من لدن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز - يحفظه الله- اختار لي صديق العمر الوفي سويلم الرميثي مساحة في أقصى منطقة شرق النسيم، حيث لا يحدها إلا الخلاء الوسيع وجبل خشم العان الأشم، آنذاك قلت له: يا أبا سلطان أهكذا تجعل بيتي وحيداً في البريّة؟ أتريد أن تعيدني ثانية إلى وحشة الصحراء؟ قال لي هونك، هونك، أراهنك أنه ما إن يجهز البناء ستكون محاطاً بمنطقة جديدة وستفقد هذا الفضاء الذي يتمناه كل من سكن الرياض، قلت لا اعتراض على حكم المولى أولاً ثم لا ثانية على ذلك الافتراض ما علينا من ذلك كله، المهم أنه تم البناء، وسكنته أنا والعائلة والأبناء. وكان كالثريا يتلألأ في جهامة الصحراء. * * * آنذاك كنت في علاقة حميمية مع الصديق النبيل والوفي والكريم خالد الربيدي وحينما رأى (وحدة) البيت وعدم اتصاله بالبناء، قال سأبيع كل ما أملك وسأجاورك أبا سامي مهما بلغ الأمر، وبالفعل أشاد أبو وليد بيتاً كبيراً بجانب بيتي وكان أن فتح نافذة عليا تطل على الحوش، وقال له الأصدقاء لا يجوز أن تفتح نافذة تطل على بيت الجار قال خالد وبكل براءة مطلقة إن لم يعجبكم ذلك سأمد جسراً مباشراً بين بيتي وبيته. * * * وحدث أن خالداً أصيب بأزمة مالية حادة مما حداه إلى أن يؤجّر البيت ل(مدرسة ابتدائية) وقال الآخرون: أما حذّرناك من النافذة؟! * * * حقيقة لقد كانت النافذة ضارة نافعة فأحياناً كان يصرخ أحفادي يا جدو أنقذنا سيجلدنا المدرس وأهب (فازعاً) لهم وأحياناً كانت (الشغالة) السيرلانكية تصغي للمدرس (الغليظ) الصوت وهو يردد في أسماع التلاميذ الأحرف الأبجدية وتهز رأسها كطائر البلشون على غدير ضحل أو بحيرة مائية!!