أظهر الفوز المفاجىء للمحافظ ريك سانتوروم في ثلاث ولايات حجم الانشقاقات في الحزب الجمهوري قبل تسعة أشهر من الانتخابات الرئاسية حيث لا يزال جناح اليمين يرفض تقديم دعمه لميت رومني رغم أنه يعتبر الأكثر قدرة على هزم الرئيس باراك أوباما. وعدم قدرة رومني على استمالة القاعدة المحافظة في الحزب تبينت من خلال نسبة المشاركة الخفيفة في المجالس الناخبة والانتخابات التمهيدية ما قد يؤدي في نهاية المطاف إلى تعزيز مواقع أوباما بالفوز بولاية ثانية إذا استمر الانقسام حتى انتخابات نوفمبر. وقال مايكل ماكدونالد خبير التصويت في جامعة جورج مايسون «بالتاكيد أن الإنجيليين المحافظين لن يصوتوا بأعداد كبرى لأوباما لكن ما يمكنهم القيام به- وهذا ما فعلوه في 2008- هو أن يبقوا في منازلهم» ويمتنعوا عن التصويت. والعنصر الآخر الذي لا يساعد رومني هو نسبة المشاركة الضئيلة في صفوف الناخبين المعتدلين والمستقلين الذين غالبا ما يحسمون نتيجة الانتخابات الاميركية رغم أن الانتخابات التمهيدية للجمهوريين استرعت انتباها إعلاميا كبيرا كما أضاف ماكدونالد. وقال لوكالة فرانس برس «إذا لم يتمكن من إثارة حماسة هؤلاء الأشخاص الآن، فهناك خطر أن يخسر أصواتهم صالح أوباما». وتدعم أغلبية كبيرة من الناخبين الأميركيين السياسة الخارجية التي ينتهجها الرئيس باراك أوباما وكذلك سياسته حيال الأمن القومي وخصوصا لجوئه إلى طائرات بدون طيار واستراتيجيته في أفغانستان، حسبما جاء في استطلاع للرأي نشرت نتائجه الأربعاء. ويحظى أوباما الذي أعطى موافقته على العملية التي أدت إلى مقتل أسامة بن لادن في الأول من مايو الماضي في باكستان، بثقة أكبر لدى الناخبين حول هذه المسائل من المرشح الأوفر حظا في الحزب الجمهوري ميت رومني، حسبما أظهر الاستطلاع الذي نشرت نتائجه صحيفة الواشنطن بوست ومحطة «إي بي سي». وقال ما لا يقل عن 83% من الأشخاص الذين سئلوا رأيهم إنهم يدعمون استعمال أوباما للطائرات بدون طيار ضد أشخاص يشتبه بضلوعهم بالإرهاب وهي طريقة غير شرعية بنظر بعض المجموعات التي تدافع عن حقوق الإنسان. وكذلك، قال 78% من الذين شملهم الاستطلاع إنهم يؤيدون استراتيجية سحب القوات من أفغانستان التي تبناها أوباما وانتقدها الجمهوريون وخصوصا ميت رومني. وأكد 56% من المستطلعين أنهم يثقون بأوباما في مجال مكافحة الإرهاب مقابل 36% فقط لرومني. وأيد 56% من الأشخاص السياسة الخارية التي ينتهجها اوباما مقابل 37% لحاكم ماساشوسيتس السابق. وأظهر الاستطلاع أن النسبة العامة لشعبية أوباما ارتفعت إلى 50% وهي نسبة كبيرة بالنسبة لما كانت عليه شعبيته قبل عام وهو استفاد من دون شك من انخفاض معدل البطالة. وفي حال جرت الانتخابات الرئاسية اليوم فإن الرئيس المنتهية ولايته سيحصل على 51% من الأصوات مقابل 45% لرومني.